المقالة الأسبوعيةخاص ليبابيديافادي رياض سعد

“زيون السياسية” مين مع مين…ومين ضد مين؟…

الواقع الحالي يذكّرنا بمقطع من مسرحية “ميس الريم” للأخوين رحباني، حيث اتُّهمت البطلة “زيّون” من قِبَل الحراس والاهالي بأنها سبب المعركة التي دارت رحاها في ساحة البلدة. وخلال محاولة اقناعهم ببراءتها اربكتهم بقولها:

“يا حراس، الاهالي متفقين… واذا هني متفقين… بتكونوا غلطانين… واذا انتو مش غلطانين… بكونوا هني مش متفقين… واذا كانوا مش متفقين… بكون انا مش سبب المشكل!” فيرد الحراس “كيف؟ كيف؟ لخبطينا ” ثم تتردد الجملة “الصعبة” على لسان الأهالي بإرباك وضياع!

أسئلة محيّرة  تُطرح في الشأن اللبناني من نمط جملة “زيون”: من مع من؟ ومن ضد من؟ ومن يحارب من؟ ومن هو المستفيد؟ ومن هي الجهة المسؤولة؟ ومن هو الرابح؟…

في ظل متغيّرات خارجية دولية وإقليمية، من مخططات ومشاريع سياسية واقتصادية بمحاورها وأحلافها وموازين قواها المختلفة، ومتغيرات داخلية من اصطفافات حزبية وطائفية وسياسية، بكل صراعاتها وتوتّراتها وتباين مواقفها حول قضايا مصيرية تتعلق باستقرار وأمن الوطن وسيادته، في سياق الأزمة التي بلغت ذروتها منذ أكثر خمس سنوات،

وبين جدلية الداخل والخارج، ينقضي عام، ويطلّ عام جديد مثقلًا باستحقاقات كبيرة وتعقيدات سياسية يرتبط جزء منها بتعقيدات الوضع الإقليمي المتشابك مع الحسابات والمصالح الدولية، وفي غياب أي مؤشر إلى إمكانية إنجازها…ينطلق العام الجديد على أزمات “متوارثة” تحتاج إلى “معجزة” لحلّها، أو ربما “كلمة سرّ” لم يَحِن أوانها بعد!…

هذا السياق الضبابي  الذي تسير به الأمور في لبنان من تدهور وإرباك، تتنصّل “زيون السياسية” من مسؤولياتها، وتقول للحراس المحليين، الإقليميين والغربيين، وتقول معهم للأهالي ولشعوب العالم العربي والغربي “أنها ليست سبب المشكل”!…

فمن هي “زيون السياسية”؟.. وهل هي مذنبة أم بريئة ؟…

الجواب الوحيد هو: لا نعلم!! من هي… ومن هم “الحرّاس” أو الأهالي”، ولامين مع مين…ولا مين ضد مين…

فادي رياض سعد

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »