المقالة الأسبوعيةخاص ليبابيديافادي رياض سعد

هل أصبحت الجمهورية الثالثة أمراً واقعاً؟؟

خاص: “مجلة ليبابيديا نيوز”

لم يكن لبنان يوماً بمنأى عن الأحداث السياسية الخارجية ، وصراعات الإقليم ولعبة الأمم، بسبب تركيبته الطائفية ونظامه السياسي وفقدانه مقوّمات المناعة الذاتية، مما جعله كياناً هشّاً وعرضة للاهتزازات والأزمات البنيوية “اولاً”، وبوجود الكيان الغاصب على حدوده الجنوبية “ثانياً”، وبالتالي أصبح لبنان في قلب الصراعات، الإقليمية.

وهذه التناقضات لطالما ارتدّت أزمات داخلية عبر انقسام اللبنانيين ضمن لعبة المحاور الأممية والإقليمية، فلبنان منذ تأسيسه دولة قائمة على الطائفية السياسية، فقد مرَّ بعهود مختلفة، وكان لكل طائفة مرحلة ذهبية وسيطرة على مكامن السلطة وعلى قراراتها وسياساتها، حيث الشعب اللبناني جّرب كل منها وعَلمَ مدى عقباها، وخَبرَ إيجابياتها وسلبياتها،  إلا أن السلبية المشتركة كانت تعزيز المزارع الطائفية – السياسية.

والإشكالية تعود إلى مندرجات دستور 1943، التي مهّدت البيئة لصراعات داخلية عميقة وصلت في مداها إلى حرب أهلية عام 1975، أنتجت اتفاق الطائف الذي حمل العديد من الإصلاحات التي تؤسّس لبناء نظام سياسي متين يعالج سلبيات السابق. ولكنّ هذه الإصلاحات لم تُطبّق في معظمها حيث تكوّنت منظومة حاكمة داخل الدولة اللبنانية شكّلت الدولة العميقة التي تحالفت في ما بينها لاستغلال الموارد العامة، كما أدت عام 2005 إلى صراعات كبيرة كان عنوانها من يسيطر بعد خروج ضابط الإيقاع، أوصلتنا إلى اتفاق الدوحة عام 2008.

ويقيت نظرية ” لبنان قويّ بضعفه” متحكّمة في مسار الصراع مع الكيان الإسرائيلي، حتى جاء تحرير الجنوب اللبناني في 25 أيار 2000 وحرب تموز 2006 لتؤسّس لمرحلة جديدة في التاريخ اللبناني وتكسر كلّ النظريات التقليدية القديمة، وتثبت بأن لبنان قويٌّ بقوة “شعبه وجيشه ومقاومته”، من هنا فان الشعب اللبناني كله معني بالتصدي والدفاع عن لبنان وعن أراضيه في مواجهة العدوّ الإسرائيليّ ومخططاته التوسعية وفي وجه كل المؤامرات.

واليوم ومع انطلاقة “طوفان الأقصى” يوم  7 تشرين الأول 2023 التي هزت الكيان الإسرائلي وكشفت هشاشته وأسقطت نظرية “الجيش الذي لا يهزم”، والتي فرضت معادلة جديدة،،، مسؤوليتنا اكبر في تحصين مناعتنا الداخلية والتعالي على الخلافات وتوحيد صفوفنا، فما بعد تاريخ  7 تشرين ليس كما قبله،،، فقد دخلنا معادلة جديدة،،، سوف تؤدي حكماً إلى تسوية تشمل كل الملفات على المستويين الإقليمي والدولي.

ولبنان سيكون جزءًا من هذه التسوية “محلياً وإقليمياً”، فقد اصبح لبنان أمام مرحلة مفصليّة، وتسوية جديدة تقودنا إلى أحد أمرين، الأول: تعديل إتفاق “الطائف” الذي لم يطبّق، ولو طُبّق لكان وضع لبنان أفضل بكثير. ، والثاني الذهاب إلى  “الجمهورية الثالثة” لم تظهر معالمها بعد،،، ومهما كان شكل تلك التسوية، في الحالتين ستؤدي إلى بناء لبنان الجديد الذي نطمح اليه جميعاً،،، إن لم نقع بفخ الطائفية!!!،،، وإن وقعنا بهذا الفخ سوف تكون جمهورية دويلات وجزر طائفية،،،

فادي رياض سعد

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »