الدكتور نسر حدادخاص ليبابيدياكتّاب الموقعكتاب وآراء

د. نسر حداد: المعرفة قوة !

ليس أصعب من أن يولد الإنسان لا بوصلة لديه ترشده وتصوب له طريق العبور فيقضي العمر مبعثرًا ومترامي الأتجاهات !
هذا البؤس أساسه وسببه بالدرجة الأولى هي العائلة ( إذا ما إستثنينا العوامل الطبيعية القاهرة ) لأنها الحاضنة التي يترعرع فيها هذا الشخص ومنها ينطلق الى المدى الأرحب ، فإذا كان الأهل يمتلكون الوعي والمعرفة ويدركون بعمق مسؤولياتهم تجاه أبنائهم يوفرون عليهم شقاءً وتشتتًا في المستقبل ويرشدونهم الى الدرب الأكثر أمانًا الذي سيؤمن لهم مستقبلًا مستقرًا وناجحًا …
وكما يقال فإن العمر “غفلة” وليس لدى الإنسان ترف هدر الوقت في التجارب والإختبارات حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إذ سوف تمر السنين بسرعة ويجد نفسه من دون هدف أو إتجاه واضح يوصله الى غايته المرجوة في الحياة !…
المعرفة أساسية لا بل هي محور الحياة برمتها وهي التي تقي الإنسان البؤس والشقاء وتحميه من الضياع وبالتالي لا تذهب سني عمره هدرًا و بدون نتيجة ذات قيمة …
والمعرفة نسبية وتختلف من إنسان لآخر ولذلك نجد أن حتى التعاسة أو السعادة نسبيتين ، فبحسب المستوى المعرفي ( لا نقصد الفلسفي أو العلمي إنما الثقافة والوعي عند الأهل) تكون نسبة النجاح أو الفشل عند الأبناء وكلما زادت ثقافة الإنسان كانت عامل قوة حاسم يجنبه الكثير من العثرات في الحياة …
ومن الضروري التمييز بين الثقافة وبين العلم ، فالأخير يزود صاحبه بالمعرفة ضمن حدود الإختصاص الذي يدرسه وليس بالضرورة أن تكون عنده الثقافة الكافية التي تخوله أن يكون مربيًا أو موجهًا ناجحًا !…
الثقافة الحقيقية وليس مجرد فتات معارف من هنا أو هنالك هي التي تصقل تفكير الإنسان وتولد عنده نظرة أصيلة وواضحة للأمور وهي الى جانب العلم إذا ما توفر يرتقيان بحياة الإنسان ويوصلانه الى بر الأمان …

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »