المقالة الأسبوعيةخاص ليبابيديافادي رياض سعد

كمّ من هيرودس في عصرنا؟، وكم من هيروديا؟.

 

منذ 2023 سنة ولدالمخلّص “يسوع المسيح” في مذود داخل مغارة لا نار فيها تُبعد عنه برد الشتاء، ولا ثوب يستر عُريه بل أقمطة، تمامًا كما كان على الصليب. أتاه المجوس حاملين ذهبًا ومرًّا ولبانًا، وهو لم يطلب سوى الرحمة وخلاص البشر. سجد له الناس وهم يسبحّون “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة”.

“عيسى المسيح” الذي تكلّم في المهد وقال: “سلامٌ عليَّ يومَ وُلِدتُ ويومَ أموتُ ويومَ أُبعَثُ حيَّا”.

ميلاده بشّرنا بفرح عظيم، واعطانا الأمل والرجاء، معه بدأ تاريخ الخلاص لمن رأى وآمن، ولمن لم يرً وآمن أيضًا، وله أعطيت الطوبى.

ولادة يسوع المجيدة، أتت نورًا للعالم،  فرحًا وسلام،  وفي كلّ عام تُستعاد الذكرى، كلٌّ على طريقته، وإن إحتلت المظاهر والبهرجات الخارجية مكان معاني العيد الحقيقية. ولكن القاسم المشترك بين الجميع هو الفرح والسرور والبهجة.

وحدهم أطفال فلسطين ولبنان ينامون بلا مأوى، أو تدفئة، أو حتى كسرة خبز،  دون سائر أطفال العالم، وحدهم  يُقتلون على يد “هيرودس”، ولا يخافون بطشه، فهو  الذي ارتعد خوفًا من طفل صغير، فأمر أن يبيد جميع أطفال بيت لحم. ومذ ذاك التاريخ بدأت مسيرة الفداء….

كم يوجد من أمثال “هيرودس” في أيامنا الذين تستهويهم رقصة إبنة هيروديا “سالومي”؟، فيأمرون بقطع رأس “يوحنا” ويقدّمونه على طبق من فضة.

كمّ من هيرودس في أيامنا؟، وكم من هيروديا؟.

في ذكرى ميلادك المجيد أيها “المسيح”

لا نطلب منك سوى أن تطرد “الهيروديسيين”، لينجو أطفالنا، كما نَجوتً من “هيرودسك”، ولا يكون مصيرهم كمصير “يوحنا” مقطوع الرأس.

في هذا العيد المجيد لا تنسى أطفالنا، لا تنسى البائسين والمتعبين. لا تنسى أن تزور غزّة، وقانا الجليل، وبيت لحم  والقدس، ولا تنسى أن تزور بيوتنا  وتَدخل قلوبنا لتحّل فيها السعادة والطمأنينة.

فادي رياض سعد

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »