الوقت مجانيّ، لكنّه لا يقدّر بثمن.

عندما سُئل بوذا، ما هو أكبر خطأ نرتكبه في الحياة؟، أجاب: “أكبر خطأ هو أن تعتقد أن لدينا الوقت”. “الوقت مجاني، لكنّه لا يقدّر بثمن. ولا يمكنك امتلاكه ولكن يمكنك استخدامه. لا يمكنك الاحتفاظ به ولكن يمكنك إنفاقه ، وبمجرّد ضياعه ، لا يمكنك استعادته أبدًا”. و “الوقت هو المال”..

عبارة أخرى استخدمها “بنجامين فرانكلين” في مقال كتبه عام 1748م، بعنوان “نصيحة لرجل أعمال شاب”، “قد تبدو هذه العبارة واقعية، ولكن الواقع هو أن الوقت أثمن بكثير من المال، فهو مورد قيّم ومحدود، يمكن للمال المُهدر أن يُسترجع، ولكن ثانيةً واحدة مُهدرة لا يمكن استرجاعها للأبد”.

مهارات إدارة الوقت   …  (Time management skills)

هي مسألة صراع ما بين تنظيم الوقت يوميًا، ورغباتنا، وكيفيّة استثمار الوقت بالشكل الصحيح والاستفادة  منه قدر الإمكان بفاعلية وكفاءة، والحدّ من فرص إضاعته وهدره دون جدوى، وتسخيره  لزيادة الإنتاجية. فاستثمار الوقت هو الحدّ الفاصل بين النجاح والفشل.

تقول حكمة يونانية قديمة: “أكثر النفقات تكلفةً هو الوقت”،فإنّ إهدار الوقت يكلّفنا الكثير على المدى الطويل…  في حين أن  إدارة الوقت بالشكل الصحيح تتيح لنا فرص مؤاتية للنجاح والوصول إلى أهدافنا، وتحقيق التوازن في الحياة، وخفض مستوى الإجهاد، وإنجاز المزيد من الأعمال، وتحسين نمط العيش عمومًا والاستمتاع بالوقت”..

فجميعنا لدينا القَدر نفسه من الوقت، هناك 24 ساعة في اليوم، 60 دقيقة في الساعة، و60 ثانية في الدقيقة، لا يمكننا إبطاءها أو تسريعها”، ولدينا عدد الساعات نفسها في اليوم التي مُنحَت  لـ “جبران خليل جبران” و “مي زيادة” و “مايكل دبغي” و “حسن كامل الصبّاح” و “ليوناردو دا فينشي” و “ألبرت أينشتاين”…إلخ.

ولا يحقّ لنا القول بأننا لا نملك الوقت الكافي… كما لا يحقّ لناّ بأن نشتكي من ضيق الوقت، إذا كنا نهدر الوقت بين الدردشة، الألعاب الإلكترونية، وتصفح الإنترنت، إلخ…، فالمشكلة لا علاقة لها بالوقت بل بنا،،،

فإنّ مهارة إدارة الوقت تُمكِّن من يمتلكها من تحقيق أهدافه في العمل، وحياته الاجتماعيّة، من خلال وضع الخطط وتحديد الأهداف، وترتيب قائمة المهام، وتجنّب عناصر الإلهاء، وتحديد مواعيد دقيقة لإنجاز المهام..إلخ.

ولا يمكن لنا  إدارة الوقت، ما لم نبادر إلى إدارة مهامنا وترتيب أولوياتنا … ، لذا فإن بعض الأشخاص قادرون على إنجاز المزيد في 24 ساعة مقارنةً بغيرهم، ما يمنحهم فرصًا أكبر لإحراز النجاح و تحقيق الأهداف التي خططوا لها. والبعض الآخر يفشل في إدارة حياته  وفي إدارة الآخرين، أكان “قائدًا، أو صاحب عمل، أو رب أسرة…

فادي رياض سعد