اخبار الاغترابخاص ليبابيديانشاطات إغترابيةهيئات إغترابية

الحاج عبد الله جمال “ لبناني الأصل ، عماني الانتماء “

عزم على النجاح والثأر من ظلم المحاصصة الطائفية التي ابعدته عن تحقيق حلمه في تعليق نجمة على كتفيه، والدخول الى المدرسة الحربية ليصبح ضابطًا في الجيش اللبناني.

الحاج عبد الله جمال الرئيس التنفيذي لشركة المشاريع والنقليات العربية في سلطنة عمان، جاء الى سلطنة عُمان في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، تاركًا خلفه وطنًا وأهلًا وقرية وأناسًا طيبين، ووالدين أضنتهما السنون وتعب الأيام الباقية، حاملًا معه انكسار حلم، ورغبة كانت جارفة لتحقيق الذات، مغامرًا بشبابه وسكينته في تلك القرية الوادعة في شمال لبنان، وبترف ودلال كان يعيشه وسط عائلة مؤلفة من سبعة بنات، يشير فتجاب طلباته، الوضع الذي كان يحسده عليه كثيرون، عزم على النجاح والثأر من ظلم المحاصصة الطائفية التي ابعدته عن تحقيق حلمه في تعليق نجمة على كتفيه، والدخول الى المدرسة الحربية ليصبح ضابطًا في الجيش اللبناني.
كانت انطلاقته من منطقة “وادي عدي” التابعة لولاية “مطرح” في سلطنة عمان حيث أسس مصنعًا صغيرًا للطابوق، فكانت له هذه الكلمات عبر اول رسالة خطها الى الاهل واصفا الواقع:
“استيقظت باكرًا على صوت كسارة كانت تدور بالقرب مني فأخذت ورقة وقلم لأخطّ إليكم هذه الرسالة من تحت جذع شجرة لا يوجد غيرها في سفح جبل أجرد، أشم، حجارته سوداء محروقة في أتون, هذه الشجرة جذعها يغور في ظلمة الارض لتتشبث بالصخور وأغصانها تهزأ بالنسيم وتترقب العواصف لأنها بنت العاصفة وملعب الارواح المتمردة” ، فكانت هذه الكلمات المعبرة عن قوته وصلابته في مواجهة التحديات الصعبة والمتقلبة في حينه.
لم يكن الشاب عبد الله جمال ابن بلدة بخعون في قضاء الضنية شمال لبنان يخطط للبقاء بل العودة بعد خمس سنوات الى الوطن قانعًا بما ادخره في تلك البلاد البعيدة والصحراء القاحلة أنذاك، إلا أن القدر رسم له طريقًا آخر، وتحولت السنوات الخمس الى نصف قرن، فأصبحت السلطنة “جنة عدنه” وأهلها ناسه ، سقاها من عرقه , وشرب من انهارها عسلًا صافيًا ، فحولته من شاب لبناني غاضب، لكنّه طموح ، الى مواطن عماني مع مرتبة الشرف .

الحاج عبد الله جمال
“ لبناني الأصل ، عماني الانتماء “

خمسون عاماً مرت، تغيرت فيها الأحوال وتبدلت الظروف ، أضحى عبد الله جمال مثالًا وقدوة في الكفاح والعصامية، وحكاية يحتذيها كل شاب طموح وراغب بالنجاح، حكايته مثال للصبر والتصميم، عمل خلالها أكثر من ثمانية عشر ساعة في اليوم، لم يكلّ أو يملّ، ولم يتعب، فكلما تشقّقت يداه وانهمرت دموعه واكتوى بنار الغربة، ازداد تصميمًا وعزمًا على خلق فرصه وصنع نجاحه بيديه، وكلما كبر في العمر كبر طموحه، واتسعت رقعة أحلامه.
وها هو اليوم ” الحاج ” عبد الله جمال يعرفه القاصي والداني سفيراً لوطنه دون جواز ديبلوماسي، يحظى باحترام وتقدير كثير من اللبنانيين الوافدين الى سلطنة عمان أو المقيمين فيها ممن اقتربوا من تجربته ورحلة كفاحه. لم يتوان إبّان الحرب الاهلية عن تقديم المساعدة لأهله وناسه ومحبيه في لبنان, فبادر الى إرسال معدات لإزالة أثار الحرب المدمرة في بيروت.
شغفه وحبه لبلده وأهله وقريته ترشّح الى الانتخابات النيابية عام 1992, ولم يحالفه الحظ لعدم دخوله في الزواريب السياسية وإصراره على خوضها منفردا ومستقلا كما كان دائما.
يملك الحاج عبد الله اليوم مجموعة شركات، ومشاريع وطموحات، إلا أن ثروته الحقيقية ما هو أثمن وأغلى بكثير .. بما يملك من طيبة وصلابة وقلبٌ من ذهب .
تبوأ مواقع ومناصب عديدة في السلطنة، كما انتدب في مهمات لتعزيز العلاقات اللبنانية العمانية وكان أهمها عقد مؤتمر رجال الاعمال اللبناني العماني عام 2006 تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق في حينه جلالة السلطان حاليًا, وحضور رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد رفيق الحريري، وقد نتج عن هذا المؤتمر توقيع عدة اتفاقيات في التطوير العقاري في المجال السياحي.
انتخب رئيساً للجالية اللبنانية في عهد السفير اللبناني أديب علم الدين ،عام 1998، وفي عام 1999 كان ممثلا للجالية اللبنانية في المؤتمر الاغترابي ببيروت بدعوة من رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص آنذاك وكان ناشطًا فاعلًا في تأسيس المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال وقد انتخب امينا للصندوق لهذا المجلس وبقي حتى عام 2020 حصل على الجنسية العمانية في عام 2008، ولعب دورًا مهمًا في تنشيط العجلة الاقتصادية بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة في سلطنة عمان وجميع الفاعليات الاقتصاديه .
انتخب عضوًا في جمعية المقاولين سنة 2015 ومن ثم انتخب رئيس جمعية المقاولين العمانيين للفترة الممتدة ما بين عام 2017 وحتى 2020 ، وكان يعمل بكل صدق وشفافية لتقريب وجهات النظر بين الحكومة وقطاع الإنشاءات وخصوصًا فيما يخص مجال التعمين وتأثيره على قطاع الإنشاءات.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »