كتاب وآراء

المطالبون بتطبيق القرار 1701 يتناسون أن المقاومة حرّرت لبنان وليس القرارات الدوليّة تحقيق لهدف العدو الإسرائيلي بنزع سلاح حزب الله الذي لم يتمكّن منه صيف 2006

المصدر: “صحيفة الديار – كمال ذبيان”

مع تحرك الجبهة الجنوبية في مواجهة العدو الاسرائيلي عند الحدود اللبنانية في فلسطين المحتلة، لا سيما في الشريط الممتد من الناقورة الى شبعا ومزارعها على مسافة حوالى 120 كلم، مع وقوف حزب الله مسانداً لغزة ومقاومتها بعد عملية “طوفان الاقصى”، ظهرت مواقف لاطراف سياسية وحزبية، لمن كانوا يسمون 14 آذار، تطالب بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 12 آب 2006، الذي اوقف اطلاق النار بين جيش الاحتلال الاسرائيلي ولبنان والمقاومة، التي لم تمكّن “الحكومة الاسرائيلية” برئاسة ايهود اولمرت من تحقيق اهدافها، في العملية العسكرية ضد حزب الله في لبنان، وهي القضاء على الحزب كمقاومة، وتدمير بنيته العسكرية وتحديداً الصاروخية، واعطى رئيس اركان الجيش العدو الاسرائيلي دان حالوتس مهلة 72 ساعة، لتكون العملية انجزت.

33 يوما، وتحرك دولي واقليمي وعربي لوقف الحرب التدميرية على لبنان، كما هو حاصل في الحرب على غزة وللاهداف نفسها، بالقضاء على حركة حماس واقتلاعها من القطاع بعد احتلاله من جديد، وهو ما لم يستطع العدو الاسرائيلي تحقيقه، فرضخ “للهدن الانسانية” لايام ويتم التمديد لها، لاطلاق مزيد من الاسرى لدى الطرفين، والتمهيد لوقف اطلاق نار ثابت يجري العمل عليه، والذي سيرضخ له رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يواف غلانت، حيث يهدد وزراء في الحكومة بالاستقالة، اذا لم تستمر الحرب على غزة.

هذا ما يستذكره مسؤول حزبي في خط المقاومة، وما كان يحصل في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، اثناء الاتصالات الدولية والعربية لوقف اطلاق النار، فكان وزراء في الحكومة من ابرزهم بيار الجميل ونايلة معوض، يرفضون وقف اطلاق النار قبل ان يستسلم حزب الله ويسلم سلاحه، ويكون القرار في الحرب والسلم للحكومة، التي عليها ان ترسل الجيش الى الجنوب، لينهي كل وجود مسلح.

ونجح صمود المقاومة، بوجه الآلة العسكرية الاسرائيلية التدميرية على مدى 33 يوماً، الى حين ان اصدر مجلس الامن قرارا حمل الرقم 1701 لوقف اطلاق النار، فلم تتمكن اميركا وحلفاء لها في لبنان من وضع القرار تحت الفصل السابع، ونشر القوات الدولية على كامل الاراضي اللبنانية، او اقله في الجنوب، ثم على طول الحدود الشرقية والشمالية، حيث افشلت المقاومة العسكرية والديبلوماسية المشروع الاميركي للقضاء على حزب الله، واحتلال “اسرائيل” مجدداً للجنوب حتى حدود نهر الليطاني، واقامة منطقة “منزوعة السلاح” ينتشر فيها الجيش اللبناني كحارس لامن حدود “اسرائيل”، وهو السيناريو نفسه الذي يجري تداوله كحل لغزة، وهو ان تنتشر فيها قوات دولية وعربية، وتتحول الدولة الفلسطينية المطلوبة منزوعة السلاح بادارة فلسطينية او عربية ودولية.

فما كان مخططاً للبنان في الحرب عليه عام 2006، هو ما يحاول تنفيذه العدو الاسرائيلي في غزة، ولم ينجح حتى الآن، وبدأ يرضخ لشروط المقاومة، وهذا ما حصل مع لبنان الذي وافق على القرار 1701 والتزم به، لكن العدو الاسرائيلي يخرقه، واليوم تطالب قوى حزبية لبنانية، لا سيما “القوات اللبنانية”  و”الكتائب” وغيرهما بتطبيق القرار 1701 من الطرف اللبناني، فاعلن مثلا رئيس “القوات” سمير جعجع ان على الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي، ان تطلب من حزب الله، وهو مشارك في الحكومة، تسليم سلاحه والخضوع للجيش اللبناني، الذي وحده ينتشر في الجنوب.

اما الذين يطالبون بتطبيق القرار 1701 لبنانياً، فقد تناسوا، ان حزب الله يلتزم به، ولم تتحرك جبهة الجنوب منذ عام 2006، وان الجيش يقوم بمهامه ويتصدى للعدو الاسرائيلي عندما يحاول خرق السيادة اللبنانية وتخطي الخط الازرق، وسجل بذلك وقفات بطولية في اكثر من بقعة في الجنوب في العديسة والغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كمناطق لبنانية محتلة لها الحق قانوناً في ابقاء سلاحها لتحريرها، كما حصل منذ العام 1982 حتى 2000، فاندحر الاحتلال الاسرائيلي بالمقاومة، وليس بالقرارات الدولية التي لم يطبقها، ومنها القرار 425 الصادر عام 1978 بعد احتلال “الشريط الحدودي” حتى جنوب الليطاني، فمنعت “اسرائيل” الجيش اللبناني من الانتشار واوقفته في كوكبا، وسلمت المنطقة للرائد في الجيش سعد حداد كعميل لها، واسس “جيش لبنان الحر” وفق ما يقول المصدر، الذي يسأل عما يسمى الحماية الدولية التي كان يتحدث عنها بعض السياسيين، فاين ظهرت؟ كما الدعوة الى الحياد، امام عدو له اطماع في ارض لبنان ومياهه، وكانت حدوده ستصل الى نهر الاولي قرب صيدا، وهذا ما يفضله اصحاب الدعوة لتطبيق القرار 1701، فاين القرار 194 الذي يعطي حق العودة للفلسطينيين؟ وكذلك ماذا فعلت القوات الدولية في الجنوب، التي لم تمنع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان؟ وهل الحياد يكون من طرف واحد؟ في وقت يستبيح العدو الاسرائيلي سيادة لبنان منذ العام 1968 عندما فجّر طائرات “طيران الشرق الاوسط” في مطار بيروت، واعقب ذلك اعتداءات شبه يومية على بلدات جنوبية، ان ينزح اهلها الى بيروت وضواحيها.

فالمطالبة بتطبيق القرار 1701  لها هدف احد وهو نزع سلاح المقاومة، وهو سبب الحرب على لبنان عام 2006، فلم تحققه “اسرائيل” حرباً، ولن تتمكن منه عبر اطراف محلية. فالقوات الدولية لم تقم بمهامها، وهي وقف الاعتداءات والخروقات “الاسرائيلية”، واعادة ما تبقى من ارض لبنانية محتلة، سواء من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا او القرى السبع المسلوخة من لبنان، والتي تحوّلت الى مستوطنات، حيث يشير المصدر الى قوة لبنان التي جسدتها المقاومة. فهل يقبل “السياديون” بناء جيش قوي وتسليحه؟ فهذا مرفوض من اميركا كما من اطراف لبنانية، كي يبقى شعار “قوة لبنان في ضعفه” وليس في “جيشه ومقاومته”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »