كتاب وآراء

خلود الوتار قاسم: فرصة جديدة للحياة…

سألت الطبيب في أميركا هل يجب أن أعيش باقي حياتي مع التّورُّم الذي أصاب قدمي اليمنى بعد استئصال الورم من جسدي فأجاب اشكري الله لأنك “ستعيشين” لأن الأشخاص الذين يتخطون هكذا حالة هم اثنان بالمئة فقط.
He said: “You are a living miracle”
لقد وهبني الله فرصة جديدة لأتمتع بالاحتفال بيوم مولدي… فرصة جديدة للحياة…
تساءلت عن الحكمة من الخضة… من الصدمة… من الشعور من اقتراب النهاية… ومن ثم انتشلتني الحكمة الإلهية لأتابع.. ولكن ماذا أتابع؟؟؟ هل هي خدمة الناس في الوطن؟ هل هي خدمة الوطن؟ أم أنني كنت أعيش في أوهام الوطن والشعارات التي عايشتها خلال رحلة حياتي….
كان عليّ أن انظر بتمعّن لأحدد سلم أولوياتي!!!
هل هو شغفي ونشاطي في الخدمة الاجتماعية التي دأبت عليها منذ أكثر من عشرين عاما؟ أم النشاط السياسي والنسوي والذي ابتدأته من 2013؟ بقيت لفترة شهرين بعد العملية الجراحية أحاول أن استوعب الآلام والصدمة وقررت العودة إلى لبنان للراحة وإذ تطلب أمي أن تترك بيتها في دبي وتلحقني إلى لبنان. لم تعرف والدتي حتى اليوم تفاصيل الأزمة التي مررت بها ولكنها كانت تشعر بأنني لست على ما يرام.
وإذ اتضح لي ” التكليف” ” my mission”
خدمتها.. خدمة أمي!!!
على الرغم من توفر كل الرعاية الجسدية التي تحتاجها، كان وجودي بجانبها والثقة التي أعطتها لي لها تأثير كبير، فقد أضافت لحياتي معنى جديد ونقلتني إلى عالم مختلف حيث تلاشت الأمور المادية وفقدت قيمتها ومعناها..
امضيت شهرين مع والدتي في كاليفورنيا أحاول أن أُسعِدُ قلبها وألبّي طلباتها وحاولت أن أنسلخ عن كل شيء آخر.. حتى أنني لم أعد أقوى على الكتابة… لم أعد أريد أن أتواصل مع أحد.. نادرا ما كنت أتابع نشرات الأخبار .. فالفساد كبير والنفاق أكبر لذا قررت الذهاب إلى عالم “أمي” فهي التي كانت بحاجة إلى وجودي بقربها ….
عدنا بالأمس إلى الإمارات بعد أن تحسّن وضعها الصحي وعادت أمي إلى بيتها حيث السلام والأمان….
أما أنا اليوم سأحتفل بعيد ميلادي… اليوم هو اليوم الأول من حياتي الباقية….
سأعيشها بنظرة مختلفة.. بطريقة مختلفة… سأعيشها بحب أكبر….
سأجعلها حياة ذات قيمة وأهمية !!!
نصيحة: سارعوا إلى إرضاء والديكم وخدمتهم قبل فوات الأوان
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »