كتاب وآراء

القمة العربية وارتباطها مع آفاق التسوية اللبنانية

المصدر: “Diectmedia – مصباح العلي”

لم تتوقف الاتصالات بين الدول الخماسية المعنية بالملف اللبناني رغم حالة الاسترخاء السياسي بحجة عطلة عيد الفطر، فقد بات واضحا بأن الأطراف المحلية عاجزة عن إنتاج حلول كما لا تتلقف مبادرات الخارج، ما ينزع منها المبادرة و يجعلها أسيرة الحسابات الضيقة .

يعتقد بعض المتوهمين، أن نهج التعطيل و الاستعصاء كفيل تحصيل ضمانات في العهد الرئاسي المقبل ، في حين كل الأجواء تشي بعدم تكرار تسوية ميشال عون التي أفضت إلى أكثر أنواع التحاصص وقاحة ، من حيث ثنائية جبران – نادر أو اتفاق معراب الذي ينص حصر المناصب بالتيار و القوات و هذا ما لم يجرؤ حزب الله وامل الاقدام عليه في قمة السطوة و القوة .

تفيد المعطيات الأولية ، بأن المستجد يكمن بالعامل السوري الذي دخل على خط النقاش في ثنايا الملف اللبناني ، صحيح بأن اتفاق الرياض – طهران برعاية صينية يهدف إلى إنهاء الصراع الدموي في اليمن ووقف الحرب في سوريا ، و من مندرجاته أيضا لم شمل جامعة الدول العربية في صورة جامعة في ١٩ أيار المقبل.
لكن ، و وفق مصادر متابعة حسابات الرئيس الأسد في مكان آخر ، فهو لم يبدي حماسة للمشاركة في القمة العربية بقدر تحسين العلاقات مع الدول العربية بشكل ثنائي ، و هذا يفتح هوامش واسعة من التساؤلات حول سياسة سوريا الخارجية بعد حرب ضروس و تغيير جذري في وجه سوريا كما في دورها المحوري .
الثابت يكمن في اعتبار لبنان خاصرة سوريا ، أو الحديقة الخلفية و هذا أمر واقع يدركه أصحاب الشأن في لبنان ، هذا يبرر عمليا تعنت القوات اللبنانية السير بصديق سوريا الأول سليمان فرنجية ورفع سقف الاعتراض بمواجهة قرار السعودية في حال إقرار التسوية .
كذلك الأمر ، عند جبران باسيل الذي يحتسب خطواته بميزان الذهب بعدما ذهب بعيدا بالافتراق عن حزب الله و راهن على الدور الأميركي ، لكن لم يخطر بباله كما آخرين سرعة التفاهم بين السعودية وإيران ، ما ينعكس حكما على الملف اللبناني و إن كان ليس أولوية راهنا .

يحضر الأسد القمة العربية رئيسا معترفا بشرعيته و زعيما عربيا ام يتم تمثيل النظام السوري تلك هي المعضلة غير المحسومة راهنا ، لكن المؤكد بأن أمد الشغور الرئاسي في لبنان قد يمتد لشهور لحين إنضاج الظروف أو الطبخة وفق توابل شامية ، و من المرجح أن يحضر ميقاتي القمة العربية بصفة رئيس حكومة تصريف الأعمال .

الأمر الذي تتحضر إليه الأطراف المسيحية بحملة سياسية شعواء على حكومة الميقاتي بدأ التحضير لها عمليا، لا تهدف للدفاع عن مقام الرئاسة الأولى بقدر حجز المقاعد في قطار التسوية أو السبيل ضيافة برازق دمشق .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »