الدكتور جهاد نصري العقلخاص ليبابيدياكتّاب الموقعكتاب وآراء

د. جهاد نصري العقل: “إنّها غزّة أيّها الناس”

إنها غزة أيها  الناس، ومن يتجرأ أن يكتب بالحرف والحبر عن غزة وبطولات أبنائها..إنّ غزة هي التي تخطّ بنفسها وعن نفسها صفحات العزّ في كتاب الخلود بدماء أطفالها، وعظمة نسائها، وبسالة رجالها،  وشموخ شيوخها وشجاعة مقاوميها.

وماذا يقول الحرف في الشفتين عن غزة، إن صرخت  فيها الدماء : أنا..أنا غزة .

إنّها غزة أيّها الناس .. وقد شهد العالم عبر تاريخه الغزاة والفاتحين والسفاحين يحتلون ويدمّرون ويقتلون وينهبون ويرتكبون المجازر والمخازي..أما غزة اليوم، كما بالأمس، فهي تغزو العالم بوقفات العزّ، بملاحم البطولات..وترسم ما بعد بعد غزة أرقى معاني العزة ..تلك غزة .

إنّها غزة أيها الناس، غزة تحمل صليب ابنها الناصري، ولكنها عصية على الصلب، قاهرة الموت بالحياة..تسير على طريق الجلجلة مزلزلة الأرض،ملتحمة بالقيامة وعرش الانتصار..إنّها غزة يسوع الناصري تدمّر هيكل اليهود على رؤوسهم العاهرة الفاجرة القاتلة.. وتثبت، كما في كلّ مرّة، أنّها تستشهد وتبعث في اليوم الثالث؛ جبارة،عملاقة، ثائرة، مقاومة ومنتصرة .

إنّها غزة أيها الناس..غزة المظلومة المنصورة لا تصيح ولا تولول ولا تنتحب ولا تحزن، إنّها في عرس الشهادة والنصر على الدوام، تفتخر بشهدائها وتعتز، وبهم تفرح، وعليهم تنثر الورود وشقائق النعمان، والرياحين والياسمين، وتكلّل جباهم بالغار وأغصان الزيتون، وعلى طريق أبطالها تعبر أجيالها، فهم طلائع انتصاراتها الكبرى في هذا الوجود .

إنّها غزة أيها الناس.، بالثالوث تتمجّد؛ دمرّها اليهود مرة ومرتين وثلاث..بالحقد وبكلّ أسلحة الدمار الشامل، وكلّ ذنبها أنها غزة لا تساوم، تقاوم لتحي فلسطين .

غزة ستبقى، الشاهد الحيّ لأجيال هذه الأمة وأحرار العالم على”دولة” الارهارب والعنصرية والقتل الجماعي والجرائم المنظمة الموصوفة.

إنّها هي غزة وأخواتها كما دير ياسين وأخواتها وصبرا وشاتيلا وأخواتها، وقانا وأخواتها علامات سوداء في جبين الأنظمة الموبؤة باللوثة اليهودية من بربر العرب إلى تتار الغرب .

إنّها هي غزة  وأخواتها المثال في الصبر والمقاومة والفداء والنصر، وسيكون لانتصارها هذه المرّة ارتدادات تمتد إلى ما بعد بعد غزة.. ومن يعش يرَ . . كلّ مدينة وقرية ودسكرة من أرض فلسطين ستنتفض وتنفجر في وجه الكيان اليهودي العنكبوتي الواهي، وسيلوح من شظايا دماء الشهداء والمظلومين والصابرين والأسرى فجر جديد.. فيه ينتصر الحق على الباطل، ويسحق الخير الشرّ سحقا.. وستكون غزة صورة فلسطين المنتصرة  من البحر إلى النهر في رحاب هذا الوطن الخصيب .

إنّها غزة أيها اليهود، يا قتلة الأطفال من المدينة المقدسة إلى قانا إلى غزة، يا قتلة الأنبياء والرسل والقديسين، تذكّروا ما كان مصيركم في حرب تموز المجيدة، لن تتمكنوا من هزيمة شعبنا لا في فلسطين ولا في لبنان ولا في أي بقعة من هذا الوطن، إنّ “نبوخذ نصر على الأبواب” والسبي الجديد في انتظاركم ، وإلى قبور التاريخ ومزابله مصيركم الأسود، يا حثالة الشرّ في العالم . أنتم لستم شعب “الله المختار” كما تدعون بل شعب الشيطان المختار، “أنتم من أب هو أبليس، وشهوات أبيكم تريدون  أن تعملوا”  كما قال عنكم السيد المسيح .. واستحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله، أولئك حزب الشيطان إلا أنّ حزب الشيطان هم الخاسرون كما جاء في “سورة النساء” القرآنية . ولأمثالكم أيها القتلة تعدّ نيران المحارق ، وإذا كنتم قد نجوتم من “محرقة النازية” التي أوقدتموها بأيديكم، لغاية في نفوسكم، صارت معروفة، فإنّ أرضنا ستلتهمكم بنيرانها، وستكون لكم فيها المحرقة الكبرى والمقبرة الكبرى واللعنة الكبرى التي ستمحو وجودكم وأثركم من هذا الكون الذي لوثتموه عبر التاريخ، وفي كلّ مكان حللتم فيه بانحرافكم عن معاني الرحمة والخير والمحبة ..

إنّها غزة تقاوم وتجاهد وتستشهد وتنتفض وتنبعث من جديد كما طائر الفينيق.. إنّها غزة المخرز الذي سيغرز في عيونكم وقلوبكم وموت المجرمين تموتون..وما يقبض الله نفسا من نفوسكم إلا وفي يده من نتنها عود!

إنّها غزة وما بعد بعد غزة ينتظركم..ومن رحم الدمار والدموع والدماء ستولد أجيال جديدة مؤمنة بأنّ حقها لا يصان إلا بقوتها وارادتها الحيّة المنتصرة بالايمان والألام الكبيرة والصبر العظيم .

إنّ غزة لمنتصرة حتما . غزة، غزة، غزة، لك الحياة والحرية والعزة .. إنّها غزة التي ستغزو التالريخ بدماء أطفالها الزكية، وشجاعة نسائها المجاهدات الصابرات، وبوقفات عز رجالها العمالقة، وبطولاتهم التي عزّ نظيرها..وأنت يا “اسرائيل” إلى موت وزوال قريب ومحتم .

غزة أنوار آذار تباركك فخرا  ، وانتصارات تشرين تكلّلك غارا ودماء تمّوز تحييك عزا.

اليوم هو الثاني من تشرين الثاني، هو يوم انتصارك يا غزة.. ها هو رأس “بلفورك” يا “دولة” الشرّ يتدحرج نتفا نتفا تحت نعال مقاومة غزة الباسلة . لك المجد يا غزة، ولـ بلفور ومن صاغه ومن ارتضى به ومن اتبعه الموت والمذلة إلى أبد الدهر .

 

  • إنّ كافة المقالات الواردة ضمن موقعنا (ليبابيديانيوز Lebapedia News) تعبّر عن وجهة نظر وآراء كتابها ومصادرها . وموقعنا غير مسؤول عن النص ومضامينه .

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »