أخبار لبنانمتفرقاتمجتمع

زيارة الرئيس شمعون الى المركز السياحي في دير القمر، وتشجيع ميشال خطار على المثابرة

الجزء الثاني – مسيرة ميشال خطار مع الرئيس كميل شمعون.

كان ميشال خطار قد عيّن ، في  دير القمر،مديرا للمكتب السياحي للشباب التابع لوزارة السياحة ، برئاسة السيد ليونيل غرّة .وذلك في سنة 1970. وبنجاح ادارة هذا المركز الذي كان في أي وقت ابتداء من أيار  لا نجد فيه سريرا واحدا غير محجوز .

وكان الرئيس شمعون ، يعتبر بأن هذا النجاح الكبير في هذا المكان الذي لا يهدأ،وفي نشاط مستمر،  راجع الى الشاب النشيط ميشال خطار، الذي هو ايضا  بدوره لا يهدأ  قبل تأمين نجاح أي مشروع لدير القمر  يقوم به أو  يعمل لأجله….

وبهذا المعنى، ما أكده الكاتب المسرحي  العالمي الكبير جورج شحاده، في احدى كتاباته عن المخرج ميشال خطار  عند مشاهدته مسرحية جورج داندان لموليير على مسرح   أرمان ده شايلا Armand De Chayla، حينما كان فيكتور برسانVictorBercin يدير ده شايلا، قائلا:

Il sufirait de lui doner les moyens pécuniers

(à Michel Khatar) pour asurer la réusite d’un

Événement

(نقرأ  قريبا في ما كتبه شحاده عن المخرج ميشال خطار)

وكان المركزالسياحي ، في دير القمر يومها، يستضيف فرقة لو سييري  الفرنسية (Lou Ciéri  التي قامت بتقديم استعراضاتها في شوارعدير القمر وفي الأمكنة الأثرية .

وكانت عاصمة الأمراء تغصّ بالآتين اليها من بلدات الجوار ومن كل صوب من لبنان، يومها ما لا يقل عن ثلاثين الف زائر أتوا للمشاركة فيمهرجان Lou Ciéri الذي كان يديره وراء الكواليس بقيادة ميشال خطار كل من أندره شنياره ، وسامية أيوب، وعادل رنو،  وميشال مسعود شكري وسليم وشارل النجار   وغيرهم….

وعندما  تأكدت  بأن الرئيس شمعون ينوي القيام بزيارتي وزيارة المركز،تشجيعا لنجاح ادارته والدور الذي يلعبه في اجتذاب السواح الأجانب الى عاصمة الأمراء،  طلبت فورا التحضير  لإعداد عشاء، أحتفاء

بتشريف الرئيس شمعون  والوفد المرافق له، واعتبار زيارة  الرئيس شمعون  لي وللمركز،لهو عربون تقدير ومحبة واحترام.

وبالمناسبة نفسها وتكريما لجهود أعضاء فرقة لو سيري،  كنا بصدد  تحضيرسهرة الوداع وهي سهرة راقصة .

وقد اتصل بي الأستاذ جورج ديب نعمه ، رئيس بلدية دير القمر، ووضع امكانات رئاسة  البلدية  بتصرف المركز،وقال لي “ رح منلاقي الرئيس عالمنشية ونطلع صوبك مباشرة،…”

كان المركز يعج بالسواح الشباب الأجانب، وكذلك ببعض أبناء دير القمر الشباب، (كما نرى في الصور) ، وبناء على طلب خطار، قام رئيس فرقة  لوسييري الأستاذ إيف بونوم  Yves Bonhome  بالطلب من أعضاء الفرقة ارتداء ملابسهم التراثية،  وقد نظم بسرعة  فائقة عرضا عفويا لاستقبال الرئيس شمعون .

ففعلوا….

وصل الرئيس شمعون الى المركز السياحي،وكان يرافقه  السيد علي الخليل، إبن النائب كاظم الخليل، حليف الرئيس شمعون،  ورئيس بلدية دير القمر الاستاذ جورج ديب نعمه، والمحامي رياض ديب نعمه،ورئيس نادي دير القمرجوزيف النجّار، ووفد من ابناء دير القمر…..

هذا الرجل المميز هو الرئيس المحبوب كميل نمر شمعون،  وقد ارتدى يومها  بزة  بيضاء، يشع منها وجه منير، وابتسامة عريضة، ذكرتني تلك البدلة بسنة 1956 عندما جاء الى دير القمرلحضور القداس الإحتفالي الأول بعد تبوئه سدة الرئاسة،  وكان يرتدي ايضا بدلة بيضاء، وعندما وصل الى أول نزلة سيدة التلة كنت واقفا انتظر مروره، فصحت يومها بأعلى صوتي“ يعيش الرئيس كميل شمعون يا!!!…

نظر الى هذا الولد الصغير ابن ال 9 سنوات واشار اليه للتوجه نحوه، فجئت اليه وسألني  يومها عن اسمي . ومسك بيدي حتى بلغنا النزلة كاملة،  وعندما بدأت الفرقة الموسيقية التابعة للجيش تعزف نشيد التأهيل انسحبت الى جانب

الطريق وعيناي مسمرتان على الرجل،…..يا ألله شو حلو يكون ماسك بايدك رئيس جمهورية بلادك….(وللتاريخ كان الي صورة ماسك الرئيس إيدي كانت عند ارنست  البستاني واختفت.!)

وبعد وصول الوفد الى درج المركز وبلوغ المدخل الرئيسي، استقبلهم المخرج ميشال خطار وقد صافحه الرئيس شمعون بحرارة قائلا له:انت كنت أشهر من نار ع علم.اليوم انت علم ثابت من اعلامنا ،فصفق الحضورطويلا  .  ، كل ذلك  كان على وقع  اناشيد وأغاني ورقص فرقة لو سيري.وبعد رقصة التأهيل، صافح الرئيس شمعون السيد إيف بونوم وشكره على المشاركة بهذه المناسبة.

هنا قال الرئيس شمعون  “ خلينا نبرم شوي بالمركز “ ،لنشوف شو ناقصو…

زيارة المركز

أخذ المبادرة المخرج، وبدأ بالشرح لفخامته، هنا يا فخامة الرئيس ، خارج المركز كل يوم نقيم مباراة في كرة الطاولة ونوزع الهدايا والكؤوس على الرابحين.

وبينما كنا ندخل المربع الرئيسي، قلت وهنا نعرض كل الأعمال الحرفية وما ينتجه السوّاح في الفترة المخصصة للنشاطات الترفيهية وبالطبع الرسامون الذين يمرون من دير القمر يتركون أثرهم على هذا

الحائط  فتبقى بصماتهم في ديارنا. وهذه هي خريطة لبنان السياحي الذي عليه نشرح للسواح نشاطات كل مركز سياحي وميزات كل ضيعة أو بلدة و مدينة….

ومن هنا ننطلق الى زيارة المعالم الأثرية لدير القمر، ولربما تكون هي الأفضل والأرقى والأجمل …..بين عشرات البلدات والمدن….

وقد وقف مرات عديدة فخامة الرئيس سائلا عن بعض الأمور مثل زيارات أثرية للدير،  وكيفية التعاطي معها . فشرحت له بأننا قد حضرنا “ دليل “ يتكلم أربع لغات ليفي بالغرض مع السواح الأجانب. ثم انتقلنا لزيارة

الإدارة  والغرف….وانتهينا بزيارة المطبخ، حيث استقبله الشيف بمذاقات بلدية…!!

ثم انتقلنا الى فسحة البار حيث كان ينتظره أعضاء فرقة لوسييري وابناء البلدة، فصافح الجميع فردا فردا.

عندها ألقى المخرج ميشال خطار كلمة عبر فيها عن امتنانه لزيارة  الرئيس هذه، وتكريمه إيانا بتخصيص هذا الوقت الرائع، شاكرا لهحضوره وتقديره واهتمامه الغالي،  وهو القابع في قلوب المسؤولين في هذا  مركز السياحي . فرد الرئيس شمعون بكلمة مملوءة بالمحبة والتفاني والتشجيع على إكمال الطريق والسير  بالنشاطات التي تنير طريق دير القمر ولبنان. وختم متوجها  الى السيد إيف بونوم ولأعضاء فرقة  لو سييري:

Quant à vous ,nous ne pouvons que vous remercier pour votre collaboration et votre dévouement pour un Liban que , j’espère que vous avez aimé.

فرد عليه السيد إيف قائلا:

Monsieur le Président nous sommes si fiers de vous rencontrer et vous remercions pour votre accueil et l’accueil de monsieur Michel Khattarqui reste la

preuve la plus frappante et garderons le meilleur  souvenir d’un voyage inoubliable.Merci encore une fois.

فعلا التصفيق  وبدأت العصرونية مع خبز الصاج حيث كانت جورية تقوم بخبز “ المرقوق “ وراضي يضرب بمهباجه ،وفتيات اللوسييري ترقصن على أنغام الفالس الفرنسي.

وبعد  ساعة ونصف الساعة من وصوله ، شرب  الرئيسى والوفد المرافق القهوة وتذوقوا الضيافات البلدية، ذات المذاق العالي، فوقف وشكر الجميع على وجودهم واهتمامهم المباشر بالمركز  السيياحي هذا، وصافح المخرج ميشال خطار قائلا له، خلّيك باتصال فيي لنشوف كيف فينا نطورو…الله ياخد بيدك.ثم رافقته وأعضاء المكتب الإداري الى المدخل الرئيسي  وبدأ التصفيق وال “يعيش الرئيس شمعون”….. وهو المبتسم الدائم ويده ترسم عالية  إشارة سلامه المعهود…..

إنها السابعة والنصف، دق الجرس وحان وقت  العشاءوالسهرة الراقصة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »