كتاب وآراء
راوية المصري: “شمسك لن تغيب”
يا أبناء هذه الأرض ، يا شعب الأرز والخير والسلام، نقف اليوم على مفترق طرق، حيث تلوح في الأفق أزمات تهدد وجودنا وتهدد حاضرنا ومستقبلنا. نعلم جميعًا ما نمر به من تحديات قاسية وصعوبات تجتاح حياتنا، تارة بالاقتصاد المُنهك وتارة أخرى بالوضع الأمني والسياسي المُضطرب.
لكن، في خضم هذه المحنة، أريدكم أن تتذكروا من أنتم. أنتم ورثة الحضارات، أبناء الفينيقيين الذي أبحروا في البحار يحملون أسس العلم والثقافة. أنتم الجذور الراسخة في أرض الأرز، الرامزة للصمود والعزة.
إن التاريخ يعلمنا أن الشعوب العظيمة لا تُقهر بسهولة، وأن الأزمات تأتي لتُظهر معدن الأبطال. إن لبنان الشامخ مر بأزمات كثيرة، حرب ودمار ونزاعات، لكنه ظل واقفًا، شامخًا، كالجبال التي تحتضن أرزه الشامخ بثبات.
أيها اللبنانيون، نحن اليوم أمام امتحان صعب، لكنني واثقة أنكم ستجتازونه كما اجتزتم الكثير من قبله. في وجوهنا تُكتب قصص الثبات والشجاعة، في عروقنا يسري الدم اللبناني الحامي للوطن، الرافض للخضوع والاستسلام.
علينا أن نتذكر دائمًا أن قوتنا تكمن في وحدتنا، فكما وقفتم يدًا بيد في ثورة الأرز مطالبين بالحرية والسيادة، ستقفون الآن متحدين في وجه أي تهديد جديد. لا خوف يُثنيكم، ولا حقد يُفرقكم، أنتم القلب النابض لهذا الوطن، الطائر فوق كل الجروح، الباحث عن الأمل والنور.
أدعوكم جميعًا للتمسك بالأمل، للأمل الجاد القوي لا الوهم العابر، علينا أن نزرع الأمل في قلوبنا وقلوب أبنائنا، لتظل أرزتنا خضراء نابضة بالحياة. فبالإيمان والثقة والتعاون، نبني الوطن ونغلب الظروف ونفتح باب المستقبل.
قد يهددوننا بالحرب، ولكن نحن أبناء السلام. قد يراهنون على تفرقنا، ونحن أبناء الوحدة. قد يحاولون كسر روحنا، ولكن روح لبنان لا تنكسر، إرادتنا لا تُهزم، شموخنا لا يندثر.
أيها اللبنانيون، تذكروا أنكم الشمس التي لا تغيب، السيف الذي لا يصدأ، الأرز الذي لا تُكسر جذوره. بمزيد من الإرادة، نستطيع أن ننهض من جديد، أن نحافظ على أمن وطننا وسلامة أبنائنا.
لنرفع رؤوسنا عاليًا، ولنعانق الأمل بإيمان، ولنخطو بخطى واثقة نحو غدٍ أفضل.
عشتم وعاش لبنان.
