الدكتور نسر حدادخاص ليبابيدياكتّاب الموقعكتاب وآراء

د. نسر حداد: فلسفة التربية !

كل طفل يمكن أن يكون مشروع نصف رجل عظيم أو رجل عظيم كامل الأوصاف !
أنه ليس بالموضوع “الأحجية” وليس بالنظرية على رغم عمقه وسوف ينجلي المعنى من هذا الكلام فيما سيأتي من شرح مفصل للنقاط التي يتضمنها …
الطفل هو صفحة بيضاء يخط عليها الأهل أفكارهم وتجاربهم ورغباتهم ، وهو كالعجينة اللينة والطرية بحيث تلويها وتثنيها كيفما ترغب وتضعها في الإطار الذي تحب أو تعطيها الشكل الذي تريد وهذا ما نسميه التكوين المبكر والبناء الأولي لشخصية الرجل الذي سيصبحه هذا الطفل مستقبلا” …
أما نصف العظمة فتحصل بحسب ما يسكبه الأهل من أفكار راقية وعظيمة في هذا الطفل وبقدر ما يظهرونه من العناية في تنشئته على القيم والمثل العليا كالحق والحرية والنزاهة والقوة والنظام وبقدر ما يبدون من الإهتمام الجدي بالبناء النفسي والجسدي لهذا الطفل بحيث يحثونه على التزين بأخلاق عالية ورباطة جأش وإرادة صلبة على فعل الخير وتحقيق الفضيلة في المجتمع وبنفس الوقت يحببون اليه التمارين الرياضة بكافة أشكالها ليبني بها قواما” ممشوقا” كالرمح بحيث يصبح لديه لياقة بدنية ممتازة تعزز مناعته وتقيه من المرض وتبعد عنه الضعف والوهن …
وليست العظمة الكاملة سوى الصفات والمثل التي تصنع نصف العظمة مع لمسة عبقرية فطرية على شكل موهبة فنية أو أدبية أو علمية أو كاريزما قيادية فيجتمع في شخص هذا الطفل الفكر الخلاق المجنح والمناقب السامية مما يصنع منه رجلا” عظيما” كامل الأوصاف …
لا شك أن مفهوم “العظمة” قد إلتبس على معظم البشر الذين حصروها بالموهبة الطبيعية أو المكانة الإجتماعية والسياسية وقد غفلوا عن أعمق معنى للعظمة ألا وهو الأخلاق العظيمة ! وقد يكون هذا تعريف جديد للعظمة لم يسمع به كثيرون من قبل ولكنه لا يجافي المنطق إذا ما قسناه بمدى أهميته لإرتقاء المجتمع فيصح حينها القول بثقة : أخلاق راقية تبني مجتمعا” راقيا” وتصنع أمة عظيمة !
الوعي هو الرحم الذي تحتاجه العظمة لتنمو والإرادة هي المخاض الذي يسبق ولادة العظمة ! فمن دون وعي وإرادة لصنع رجال عظماء لن يرتق مجتمع ولن تنهض أوطان !
الوعي والإرادة شرطان أساسيان لتربية صحيحة ولتشييد مستقبل عظيم بسواعد رجال عظماء !…

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »