كتاب وآراء

د.جهادالعقل :”أمهات بلادي أنتن ملكوت الله على الأرض”

 

إلى أمهات بلادي

 

في ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في السادس عشر من تشرين الثاني، وبمناسبة إطلاق مؤسس الحزب أنطون سعادة  :”منظمة الزوبعة الحمراء” التي افتتحت عهد الثورة والمواجهة والصراع والمقاومة ضد العدوّ اليهودي في الداخل المغتصب من فلسطين، في مطلع العام 1936 . أهدي هذه الكلمات الوجدانية إلى أمهات بلادي اللواتي أنجبن القادة والأبطال والمقاومين والشهداء والاستشهاديين  الذين أعادوا إلى هذه الأمة كرامتها وشرفها وحريتها بصبرهم ودمائهم وتضحياتهم وساهموا في تغييّر وجه التاريخ، باتجاه القمم والمنارات التي ستقتدي بنورها وعزتها الأجيال القادمة التي ستنهض بهذه الأمة نحو النصر العظيم الذي لا مفرّ منه نحو المجد والخلود .

إلى أمهات أمتي اللواتي حملن في بطونهن أبناء الحياة صُنّاع مجد هذه الأمة .

إلى أمهات أمتي اللواتي أنجبن الرجال والنساء الذين علّموا وعملوا لخير البشرية .

إلى أمهات أمتي اللواتي أنشأن أطفالا، أشبالا أسودا يسجلون وقفات العزّ في ساحات العطاء والفداء .

إلى أمهات أمتي في العراق اللواتي دمّرن حصار البرابرة (في عهد البوشين) بأطفال واجهوا  وهج نور الشمس، وعصف رياح الموت: شهداء، شهداء .

إلى أمهات أمتي في لبنان اللواتي زرعن مع أشتال التبغ، اشبال مقاومة، وعصرن مع خمرة العنب دم مقاومة، ومع الزيت المقدس أعراس مقاومة .

إلى أمهات أمتي في الشام اللواتي هزمن الدواعش ومشغليهم بالصبر واللحم الحيّ والتشرّد والمعاناة ووقفات العزّ .

إلى أمهات أمتي في نجمة الهلال (قبرص) جزيرة الحبّ والجمال، وعرش عشتروت، اللواتي يرزحن، منذ زمن، تحت نير الظلم العثماني الذي  دمّر كلّ مراتع جمال هذه النجمة ومرابع الطفولة البريئة فيها .

إلى أمهات أمتي في فلسطين، اللواتي أرهقن العدوّ بفلذات أكبادهن ، الذين أسقطوا خديعة الجيش الإرهابي الإجرامي الذي لا يقهر..فأذلوه وقهروه ومرغوا وجوه قادته بنعالهن .

إلى أمهات أمتي جميعهن، أمس واليوم وغدا، أنتنّ المستقبل الطالع من رحم الشقاء والألم والصبر إلى مشارق الحياة والمجد والخلود .

وإلى أمهات أمتي في فلسطين من بيت لحم حيث ارتكب اليهود أفظع مجزرة في التاريخ بذبحهم أكثر من أربعة عشر ألفا (14000) من الأطفال الرضع دون السنتين من العمر، لعلّ يسوع الناصري يكون بينهم ولكنهم خسئوا..أطفال بيت لحم فدوا المسيح بنفوسهم، ليحيا المسيح وينتقم لهم من المجرمين القتلة. من بيت لحم إلى غزة، مرورا بمذابح لا تعد ولا تحصى، حيث التاريخ يعيد نفسه، والقتلة هم هم، ولكنّ مجزرة أطفال غزة أبشع وأكبر وأوسخ وأقذر من قلوبهم المائتة الكريهة المتعفنة.. القتلة كلّهم كانوا هناك : اليهود كانوا هناك وبعض “العرب”، كان هناك ، وأحفاد سايكس وبيكو وبلفور كانوا هناك، ومجرمو واشنطن كانوا هناك..حضروا جميعا “الحفل الساهر الكبير”  حضروا المجزرة بدمّ بارد، صفقوا، احتسوا الخمرة، عربدوا، مارسوا الفحشاء، رقصوا فوق الجثث الطرية التي نبضاتها ما زالت تخفق، وجراحها تنزف وعيونها تدمع وقلوبها تدمى.

كما افتدى أطفال بيت لحم السيد المسيح الذي دمّر الهيكل اليهودي “الروحي”، على رؤوسهم ونقض “تلمودهم” و “تـوراتهم” المزورة وثار عليهم وغلب الموت الذي ارتضوه له بالحياة. هكذا أنتم أطفال غزة تفتدون اليوم ببراءتكم وطهارتكم ودمكم الزكي أرض السيد المسيح، والمقدسات المسيحية والمحمدية مطهرة من رجس هذه العصابات الاجرامية الارهابية الدموية الكافرة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا .

أمهات أمتي، أنتنّ الزوابع الحمراء المتمنطقات بالدماء الزكية، وبرايات النصر المشعة منها نور الحياة الخالدة، أنتنّ اللواتي ستولدن أجيالا جديدة يتكاثرنا كتراب أرضنا المقدسة وينتقمنا من أعداء الله والانسان والقيم ، وكلّ معناه : ربّ صن بلادي عزيزة مكرّمة، أبيّة وحرّة ، مطهّرة من هذا الطاعون الأسود “شعب الشيطان المختار”.

من الأم السورية الكبرى عشتار الجمال والتضحية إلى سيدة الكون العذراء مريم والدة سيد الكون إلى  أمهات بلادي : أنتن ملكوت الله على هذه الأرض المقدسة.

 

  • “الحفل الساهر الكبير ” هو العنوان الثانوي لكتاب “الصهيونية والشعوب الشهيدة”، تأليف بيير هابيس ، ترجمة مفيد وادوار عرنوق .

يوثق الكتاب الأعمال الإرهابية اليهودية خلال الحربين العالميتين 1914 و1939 ضد الشعوب التي استضافتهم.

ان كافة المقالات الواردة ضمن موقعنا ليبابيديا نيوز تعبر عن وجهة نظر واراء كتابها ومصادرها . وموقعنا غير مسؤول عن النص ومضامينه .
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »