كتاب وآراء

الأب ميخائيل روحانا الأنطوني يكتب حول (كتاب موسوعة المشاريع الانقاذية للبنان الذي نريد اللامركزية واخواتها)

كتابكم د. هشام لن يمرّ من دون إحداث ترددات شبيهة بالتي تلي الزلازل. زلازل وأعاصير كثيرة ضربت مناطق عديدة في العالم، ولكن الزلزال السياسي، الأمني، الاقتصادي، القضائي، الوجودي، الذي ضرب الدولة اللبنانية في الأعوام الأخيرة فلا مثيل له في التاريخ. كل الزلازل والأعاصير تؤثر بجزء من دولة وشعب، وبجزء من الأبواب السابق ذكرها، ما عدا الدولة اللبنانية، إذ اقتلعها زلزالها الطائفي (من اتفاق الطائف) والطاوائفي (من الطائفية السياسية) بكاملها، شعبا واقتصادًا وكيانا عالميًا، ورماها على قارعة الطريق تستنجد وما من محسن يشفق عليه. وما على شعبها (وقد أخذ الصالح بظهر الطالح) الذي كرّر انتخاب مغتالي دولته لأكثر من ثلاثين سنة إلا أن يتدبّر أمره. شعب شرذمه التزلم والصنميات والتحزّبات والفساد في خدمة مصالح المخابرات الدولية والأنانيات الضيّقة لا يأمن له أحد. شعب لا رؤية لديه، ولا حتى أي قدرةً تنظيمية عنده للحفاظ على الصالح العام وكرامة وطنه والإنسان فيه، لا يسانده أحد. على هذا الأساس ومن خلال تأملات عميقة في أسباب العلّة، والأبحاث المعمّقة، والعودة إلى الحكمة بالتشاور مع أهل للاختصاص كان هذا الكتاب. فكاتبه، د. هشام الأعور، المواطن الصالح والأب العطوف على مستقبل أولاد الوطن كما على أولاده، المترفع عن أي وصولية، المتخطي للطائفية المؤذية، المستنشق يوميًا عطر البيئة النقية من صنوبر المتن الأعلى، والمغتذي من المراجع الجامعية والدستورية والقضائية الرفيعة، يقدم لشعبه موسوعة عن معظم المقترحات الصادرة عن مفكرين سارعوا، لخوفهم وقلقهم المفاجئ على المصير، لوضع حلول أبدى هو رأيه بأي منها الأكثر صوابية، فاسحًا حكما المجال للقراء، شعبيًا وأكاديميًا، ليبلوروا هم أيضا رأيهم في أي لبنان يريدون لمستقبل أجيالهم. ننتظر بفارع الصبر صدور الكتاب واللقاء حوله مع البروفسور – الرئيس – العلامة أنطوان مسرّة التي تربطه بالكاتب صداقة أكاديمية وشخصية جديرة بالاحترام

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »