الدكتور جهاد نصري العقلخاص ليبابيدياكتّاب الموقعكتاب وآراء

أوروبا تنهض بعد طردها اليهود

اعرف عدوّك

د.جهاد نصري العقل

صار من الواضح، واليوم أكثر من الأمس، لكلّ متتبع دارس لحركة التاريخ ومساره وأحداثه المصيرية الكبرى، أنّ خلاص الأمم وأنتصار حضاراتها وتقدمها،وتحقيق السلام العادل الحقوقي في العالم، لا يتحقق إلا على أساس قاعدة جوهرية  واحدة، وهي القضاء على خديعة “شعب الشيطان المختار” الذي يدعي زورا وبهتانا وتزويرا أنّه “شعب الله المختار” !.

ومثالا على ما تقدّم، النهضة الأوروبية التي تعرف أيضا باسم عهد اليقظة (La Renaissance )أو الانبعاث العلمي والفني والفلسفي والتقدم في مختلف شؤون الحياة، هذا العصر الذي انطلق من ايطاليا ليعم أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، هذه النهضة التي جاءت حسب ما تؤكده المصادر التاريخية في أعقاب طرد اليهود من معظم الأقطار الأوروبية، بموجب قرارات رسمية صادرة من الادارات المعنية في تلك الدول .

بداية، في الفترة التي سبقت عصر النهضة الأوروبية وامتدت حوالي ثمانية قرون، وعرفت بالقرون الوسطى المظلمة في تاريخ أوروبا، خلال مئتي عاما (300م-500م)، كان اليهود خلالها يتحكمون بعصب الحياة في أوروبا،خصوصا بمواردها المالية، وبسيطرتهم على الطرق المؤدية إلى بلدان المشرق الغنية بثرواتها الخام، التي سهّلت لهم التعاطي بالتجارة ، خصوصا الاتجار ببيع البشر، وقد ورد في الموسوعة البريطانية أنّه:”في القرون المظلمة أي الوسطى كانت تجارة غربي أوروبا بأغلبيتها بين أيدي اليهود،ولاسيما تجارة الرقيق”! .

استخدم اليهود في أعمالهم التجارية ،هذه، بعض النصارى استخدام “العجماوات”-الحيوانات  لأنّ باعتقادهم لا يجوز استخدام النصارى كـ “العبيد “، لأنّ العبد في “تلمودهم”(كتاب آدابهم ودينهم وتعاليمهم)أحقّ بالرحمة من “أتباع المسيح الدجّال”، ممّا حدى بالكنيسة الكاثولوكية إلى عقد مجمع لاثيرين عام 1215 وحرمت بموجبه على اليهود تحريما تاما استخدام النصارى في أعمالهم المهينة لإنسانيتهم . ولكن قرار هذا المجمع لم يتخذ الخطوة العملية المباشرة للتخلص النهائي من هذا “الطاعون الأسود”،إذا كان على الأوروبييين أن يصبروا 75 عاما أخرى لتبدأ فعلا مرحلة “سبي اليهود من أوروبا”، أو ما يعرف بـ “العصور اليهودية  المظلمة”لينبلج فجر جديد في هذه القارة هو “عصر النهضة”، الذي كانت طلائعه إقدام الدول الأوروبية الواحدة تلوى الأخرى على طرد اليهود من مجتمعاتها، وكانت انكلترة الدولة الأولى التي طردتهم في العام 1290، بعدما اكتشفت أنّهم يستغلون خيرات البلاد لمصلحتهم، ويحتقرون العباد ويسخرونهم لخدمتهم، وينهبون أموال الدولة ، حتى غدا اليهودي هارون لنكولن أغنى رجل في بريطانيا بعدما نجح في سرقة أموال البلاد عن طريق الصفقات المشبوهة غير القانونية. وبالمناسبة كانت بريطانيا أول دولة أوروبية تستقبل اليهود، وأولها تطردهم، لتعود إلى استقبالهم في نهاية القرن السابع عشر، ليتورطوا من جديد في إفساد مجتمعها من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما حدا بكبير مفكريها الفيلسوف شكسبير إلى كتابة رائعته المسرحية “تاجر البندقية” أو تاجر فينيسيا(The Merchant of Venice)عام 1597.التي تكشف مدى الكره اليهودي للمسيحيين .

لقد سيطر اليهود على مفاصل الدولة  وتمكنوا عن طريق وسائلهم الوسخة الملتوية (الجاسوسية، الدعارة، الاتجار بالممنوعات، السيطرة على المصارف والتزوير والرشوة والربا والفساد) أن يصلوا إلى أعلى المراكز الحكومية، إلى أن كانت حكومة لويد جورج ووزير خارجيته بلفور الذي صدر في عهدهما الأسود “وعد بلفور” المشؤوم، على أساس معاهدة سايكس –بيكو(سكريترهما يهوديان)، في خطوة مدروسة للتخلص أولا من اليهود بابعادهما إلى بلادنا، وزرعهما كجسم غريب معاد لتثبيت سايكس بيكو وتقوية نفوذهم وتأمين مصالحم ومحاربة كلّ الدعوات لإعادة توحيد الأمة ونهضتها .

توالى بعد طرد بريطانيا لليهود في العام 1290، طرد الدول الأوروبية لهؤلأ المخربين الفاسدين فطردتهم فرنسا في العام 1306 في عهد ملكها فليب الذي صادر أموالهم واستخدمها في مصلحة الدولة …وفي اسبانيا ثار شعبها على اليهود لقساوتهم في جباية الضرائب ولابتزازهم ونهبهم لأموال الدولة ، فطردهم الملك فردينان عام1492 ، وكانت سكسونيا قد طردتهم قبل أربعة قرون عام 1510.

واستمرت الدول الأوروبية في طرد اليهود، على التوالي : النمسا 1420، هولندا بعد ربع قرن، لتوانيا بعد خمسين عاما، ايطاليا بعد ثلاثة عقود، بافاريا عام 1551، وكانت روسيا قد طردتهم عام 1510 .

ويُذكر أنّ بعض الدول الأوروبية صادرت التلمود- كتاب آداب وتعاليم اليهود وأحرقته في الساحات العامة وذلك بسبب ما يتضمّنه من “أفكار” مخيفة، مسيئة،  رهيبة يلقنها اليهود لأطفال مدارس المجتمعات، خصوصا ما يتعلق بعدائيتهم للسيد المسيح وأمه مريم  .

في مرحلة “سبي أوروبا” لليهود التي دامت حوالي 261 عاما(1290- 1551) كانت أوروبا جاهدة لتثبيت دعائم نهضتها وتمتين قواعد اقتصادها لتخرج إلى العالم بنهضتها التي تعرف بـ الـ “Renaissance” إلا أنّها عادت وسمحت لهم بالعودة بالتدريج إلى بعض بلدانها ابتداء من العام 1650، ولكن مع تشديد الاجراءات النظامية عليهم، للحدّ من العودة إلى تفاقم خطرهم من جديد على شعوبها .

إنّ أسطورة اضطهاد العالم لليهود هي خديعة يهودية من صنع خيالهم العنصري المريض المدمن على ارتكاب أبشع وأحقر الأعمال والمجازر والشرور بحق الجنس البشري عبر التاريخ، وما نشهده اليوم في غزة ما هو إلا صورة مصغرة عمّا ارتكبته هذه العصابات الإرهابية المجرمة بحقّ الشعوب التي استضافتهم .

وعندما كان العالم بحكم قوانينه يدين أعمالهم الإجرامية ويلجأ أحيانا إلى تأديبهم ومعاقبتهم، كانوا يستصرخون ضمائر العالم لخلاصهم من “الاضطهاد” المزعوم، بحجة خديعة أكبر هي “المعاداة للسامية” التي لا وجود لها إلا في خيالهم المريض وهكذا فقد استغل اليهود “سبي أوروبا ” لهم، وتمكنوا من خلال نفوذهم  في الفاتيكان، ومن خلال أعمالهم في الجاسوسية المزدوجة في الحربين العالميتين، وغيرها من الحروب المحدودة، أن :

  • أن يجبروا الفاتيكان، المغلوب على أمره،في ذلك الوقت، والمنحرف عن العقيدة المسيحية وقوانينها وأنظمتها وقرارات مجامعها المقدسة، والخاضع لسيطرتهم،على إصدار وثيقتين باطلتين واحدة في “تقديس التوراة اليهودية” وأخرى في “تبرئة اليهود من دمّ المسيح”، وهم الذين يعترفون ويتبجحون ويؤمنون بأنهم هم قتلة السيد المسيح(ولنا عودة إلى ذلك في حلقات مقبلة) .
  • ان ينتزعوا الوعود السياسية اللاحقوقية الباطلة في تجزئة سورية الطبيعية في معاهدة سايكس – بيكو اليهودية عام 1916، و وعد بلفور المشؤوم في العام 1917 ومن بعده قرار تقسيم فلسطين عام 1947، ومن ثم “إعلان دولة اسرائيل” عام 1948 ، وكلّ ذلك في سياق خطة نظامية مبرمجة لإقامة “اسرائيل الكبرى”من النيل إلى الفرات، بدعم علني مباشر من الإدارة الأميركانية، وأنظمة بعض الدول الأوروبية .

إنّ استغلال أساطير سبي العالم لهم لأعمالهم الإجرامية القذرة، من  “سبي أوروبا” ومن قبلها “سبي بابل”، ومن بعدها “محرقة النازيين”( التي ارتكبها في الحقيقة اليهود بحقّ اليهود وعلى رأسهم منظمة اليودنرات الصهيونية وبار نبلاط الإرهابي اليهودي، وهذا ما أكّدته المحكمة العليا في اسرائيل عام 1948). إنّ استغلال هذه الأكاذيب في الاضطهاد هدفها الوحيد انتزاع عطف العالم من أجل مساعدتهم على اغتصاب أرضنا بدءا من فلسطين .

 

إنّ ما يجري اليوم من أعمال اجرامية في رحاب الأرض المحتلة وفي نطاق غزة، بالتحديد، لا ينفصل عن المشروع اليهودي الاستيطاني في وطننا بأكمله، عن طريق إبادة شعبنا واغتصاب كامل أرضنا الخصيبة واقامة “دولتهم العنصرية ما بين النيل والفرات ” . هذا المشروع العنصري المعادي لن يبصر النور أبدا ما دام في هذه الأمة شعبا يقاوم ويستبسل ويستشهد من أجل صيانة حقّه القومي بقوته : فالقوة هي القول الفصل في اثبات الحقّ القومي أو انكاره والأمة التي تعي حقها وتقاتل من أجل تثبيته هي أمّة منتصرة حتما .

 

إنّ كافة المقالات  الواردة ضمن موقعنا ليبابييديانيوز Lebapadia News تعبّر عن وجهة نظر وىراء كتابها ومصادرها. وموقعنا غير مسؤول عن النص ومضامينه .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »