خاص ليبابيديافادي رياض سعدكتّاب الموقع

أبتاه لا تغفر لهم لأنهم يدرون ماذا يفعلون…

ربّي وإلهي، ألا ترى عيناك المتسامحتين ماذا يفعل البشر بدورة الزمن؟!!

ألا ترى كيف يركض الشّرُّ في زواريب بلداننا وشوارع مدننا، وبين بيوت قرانا؟!!

هذا الشرّ الذي يتحوّل ويتجوّل في عقول الفاعلين والفاسدين، سارقي وناهبي العمر… فيحفرون لنا في الظلام الدامس كهوفاً ترتادها سلالة الشياطين بدءاً بـ “لوسيفورس”  وانتهاءً بهذا الذي يرأس أعلى المراتب والذي يسكن في قصور الأشرار حيث تُطبخُ  السموم وتوزع على موائد الأبرار.

ألا ترى ماذا فعلوا بالإنسانية…؟!! داسوها وفعلوا بها، وخطفوا منها روحانيتها… ولم يرفّ لهم جفن.

ربّي وإلهي، شخصٌ واحدٌ فقط كفر على طاولة عشائك السرّي، ليخونك ويسلّمك عن عمر ثلاثة وثلاثون عاماً.

أما نحن، فيخوننا ثلاثة وثلاثين  شخصاً كلّ يوم، وفي اليوم الواحد ثلاثة وثلاثون مرّة، أكان الخائن شخصاً عادياً أم مسؤولاً أم تاجراً…، وفي كل الميادين…، لكن الخونة تكاثروا، وتجمعوا دفعةً واحدة لخيانة الإنسانية…

ألم يطفح الكيل بعد؟!

ألم تصل بعد إلى قمة غضبك؟!

ألم  نشبع بعد؟.. تكسير الكنائس والمساجد وهدمها؟…فلنُرجع دورة الزمن إلى مسارها…!

ألم تتعب بعد من سماع كلماتنا التي تطلب شفاعتك؟…

أما زلت تستوعب خطايا البشر؟..

ربّي، لقد هجّروا الشمس والقمر والكواكب حتى أصبحت غريبة عن مسارها، فنشروا الفيروسات في سمائك البهيجة حتى أصبحت ملّوثة كرؤوسهم النّتنة المزروعة بصواعق العفاريت وخِزيِهم.!!!

نحن لم ولن نخالف تعاليمك، بالأخصّ تلك التي تبشّر بالحب…

ألم تغيّر رأيك بكلمات “نبع المحبة”، إغفر لهم أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.!!

ألخ…ألخ…ألخ…!!

ألَمٌ لا يهدأ في أجسادنا من آثامهم، ألَمٌ لا يُحتَمَل، في كل ليلة ظلماء حيث يأوي البشر إلى وكرِهِ مستريحا، مسترخياً على جثث الحروب التي ترتوي من دماء الشهداء.

فليُفنى …، أولئك، عبّادي المال والحياة والشياطين، وأصحاب الفتن السوداء والابتداعات السفلية الدونية…

ربّي وإلهي، لقد آن الأوان،

إنتفض وقل للبشر الأشرار “كفى إنتهاكاً” لكلمتي وأعرافي وصلواتي وإماتاتي وكنائسي وبيوت العبادة الحقّة،

كفى صلبي كلّ يوم مئات المرات… كفى…

إرمِ نارك على الذين خانوا العهد والعهود وأرهَبونا من الوجع الذي زرعوه في ضلوعنا، وأنزل نارك تلك المقدسة ببركتك، لتكوي الجلادين والمخادعين والمحتالين وأبناء الأفاعي، فلا تغفر لهم، ولا تسامحهم…

وبارك من هم من طينة الحب، باركهم واعطف عليهم، أغنياء كانوا أم فقراء، وأحمنا من الشّر إلى أبد الأبدين، آمين.

م.ف.خ

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »