طرابلس “الفيحاء”: عاصمة للثقافة العربية للعام 2024
برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى استهلّت مدينة طرابلس “الفيحاء” “عاصمة لبنان الثانية”، العام 2024 بالتحضيرات احتفاءً بـإعلانها “عاصمة للثقافة العربيّة 2024″، على هذا الأساس قرّر وزير الثقافة نقل مكتبه إلى مدينة طرابلس ليتواجد فيها ويقوم بمهامه منها لعدة ايام في الاسبوع ومتابعة الإستعدادات الجارية لإقامة هذه الفعالية عن كثب بما تتضمنه من مشاريع وفاعليات تصبّ في خدمة الثقافة وخدمة طرابلس، وتساهم في إظهار الهويّة الثقافية المتنوّعة، التي تُشكّل خشبة خلاص للمدينة ومنفذًا لها من حالة الركود المزمنة وبالتالي استعادة دورها الثقافي، السياحي والحضاري.
إنّ إعلان طرابلس عاصمةً للثقافة العربية هو تكريم من الفيحاء لهذا الإعلان وقيمة مضافة للحدث، فطرابلس عاصمة للثقافة على مدى التاريخ. فهي تزخر بتاريخ تراثي عريق اضطلعت به على مدى التاريخ، تاريخٌ حضاري وثقافي جعل منها مساحةَ جمال وثقافة وحرية، فهي مدينة التاريخ ومدينة المستقبل، وأيضًا مدينة العيش المشترك ومدينة الحياة.
وإننا إذ نعوّل على هذا الحدث الثقافي الهام بأن يكون فاتحة لحياة ثقافية سياحية تنعش المدينة ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا يعيد لطرابلس دروها الثقافي والسياحي المتميز، وأن يفتح المجال لاستثمارات تنموية محلية ووطنية، تحفظ الموروث الثقافي والتاريخي لها وتضيف إليه.
بحسب المصادر التاريخية والتنقيبات الأثرية فقد كانت طرابلس عاصمة الفينيقيين، حيث أسّسوا فيها أوّل اتّحاد لدويلات صيدا، وصور، وأرواد، وبذلك يمكن اعتبار طرابلس أوّل اتّحادٍ أممي في التاريخ، وتحتضن مجموعة كبيرة من الآثار المملوكية في هذا الشرق.
وقد وصفها الشريف الإدريسي في كتابه «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» بقوله:
“طرابلس مدينة بالشام عظيمة ، عليها سور صخر منيع، ولها رساتيق (جمع رستاق وهي القرى والمقاطعات) وأكوار (جمع كورة)، وضياع جليلة، وبها من شجر الزيتون، والكروم، وقصب السكر، وأنواع الفواكه، وضروب الغلات الشيء الكثير، والوارد والصادر إليها كثير، والبحر محدق بها من ثلاثة أوجه، وهي معقل من معاقل الشام، وتقصد بضروب الغلات ، والأمتعة والتجارات، وتضاف إليها عدة قلاع، وحصون داخلة في أعمالها، وحوالي مدينتها أشجار الزيتون”.
فادي رياض سعد