كتاب وآراء

راوية المصري: “صراع الغباء: حكاية الامل واليأس “

 

في مشهد مأساوي تكرر عبر الزمن، يقف الجنس البشري متباهياً بغباوته في عرض أحدث أسلحته الهمجية، مصوّراً سذاجة مُتجذرة في نفوس مريضة تحلم بالدمار وتتوّهم بقيم مجوفة.

إن الإنسان الذي يسعى بيده لتدمير بلده، يشبه النسر الأعمى الذي يُفسد عشه، لا يدرك بأن بيته هو الأرض التي تُربّي نسله وتحتضن أحلامه. والأغرب أن النزاعات تلك ليست إلا انعكاسًا لضعف النفوس وقلة الحكمة، حيث يقتل الأخ أخاه في سيف مسموم، فيتساقط الضحايا بين أطراف صراع لا يعلم أحد فيما تنتهي خاتمته.

وفي وهج النيران المتصاعدة، تتلوّث الأرض بسموم الكراهية وحقد البشر، فتُبيد البيئة وتُقضى على الأخضر واليابس، ويسقط ضحايا الجهل وضحكات الأطفال وبراءة الأزهار. تلك الأرض التي غلفها الكون بسحره وجماله، أصبحت بين أيادٍ تبث فيها سموم الفناء والخراب.

يا للمرارة! أمير الحياة يعثو في الأرض مفسدًا، مُلوِّثاً البيئة، مُعرِّضاً هواءها وماءها ونباتاتها وحيواناتها للخطر. أهو الجهل؟ أم هو القهر؟ أم قرين الجشع والطمع؟ لا شك أن الطبيعة تستصرخ بولادتها من جديد، لكن القلب العاقل يعلم أن نهضة الحب والسلام تبدو كأنها حُلم بعيد، بعيد كسماء مكتظة بالنجوم المضيئة على جهل البشر.

في نهاية ، تبقى عين الألم ساهرة تراقب بقعة الضوء المتراقصة في الأفق. فهل يستيقظ الضمير الإنساني من غفوته القاتلة؟
هل يعود البشري إلى صوابه ويحتضن أخاه أخيرًا؟ الأمل لا ينطفئ، فرياح السلام قد تهب مرة أخرى، علّها تحمل بذور المحبة لترتعش قلوب مكلومة وتبتسم الأرض بعيون النصر….

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »