كتاب وآراء

د. جهاد العقل: يسوع كما يراه اليهود

اعرف عدوك (الحلقة الثانية)

  • نبش القبور بحثا عن المسيح

يبدو أنّ أعمال نبش القبور وإخراج الجثث منها والتمثيل بها، التي يقوم بها عبّاد الشيطان هي مشروع يهودي قديم ـ جديد، يهدف بشكلّ عام على التعدي على المحرمات الدينية، وبشكل خاص في فلسطين ، للبحث عن “جثة يسوع الناصري”، كما يزعمون، لإثبات عدم قيامته من الموت، وصعوده إلى السماء، وبالتالي نسف الديانة المسيحية ونفي عقيدتها، وفي هذا الموضوع يكتب المطران جورج خضر: “أعتقد أنّ الديانة التي تعاديها اليهودية حاليا وقديما هي الديانة المسيحية، بالدرجة الأولى، وكلّ هذا النبش لجثث الأموات المصلوبة الذي يقوم بها علماء الأثار الصهاينة هو للإيحاء بأنّ يسوع الناصري يجوز أن يكون بين هؤلأ المصلوبين، وبالتالي لم يقم من بين الأموات، وطبعا هؤلأ العلماء، وعلماء في ميادين أخرى ، متجهون لنقض الديانة المسيحية، ولجعلها شعبة أو فرقة من اليهودية”(11)

 

لم يسجل تاريخ البشرية فصولا في عدائية شعب ضد آخر، أو دين ضد آخر، كالفصول الإجرامية اليهودية عبر التاريخ، ضد شعبنا وضد الإسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية .

اليهود أحرقوا اليهود في المانيا، في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد كشفت “المحاكم الإسرائلية”نفسها، هذه الحقيقة ــ الفضيحة في فلسطين المحتلة عام 1948 (12) .

وأذاع راديو الفاتيكان عام 1950، أنّ ست دول أوروبية كانت خاضعة للسيطرة اليهودية ذبحت أكثر من 1400راهبا، ودمّرت أكثر من ألف كنيسة . وفي العام 1980 أحرق اليهود معظم الأماكن المقدسة في فلسطين ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى ومكتبة الكنيسة المعمدانية، ودير المسكوبية في قرية عين كارم..وأحرقوا الاف النسخ من الكتاب المقدس والقرآن الكريم ..أمّا عن مجازرهم الوحشية فحدث ولا حرج، من دير ياسين إلى قانا..فــ غزة ألاف وألاف الشهداء من النساء والأطفال والعجزة، وقد كتبت عن هذه المجازر عشرات المجلدات  .

وامتدّت التعديات اليهودية إلى معظم المقدسات المسيحية، خصوصا

 

الأيقونات والصور، وفي مطلع نيسان 1997، قامت دوريات يهودية بإتلاف صور القديس جاورجيوس ــ الخضر، واللوحات والملصقات الخاصة به، بحجة أنّ الفلسطينيين يعتبرون هذا القديس قدوّة لهم في قتال التنين، رمز العداء والقتل والشرّ، المتمثل بهم، أضف إليه أنّ مار جرجس ـ الخضر يشكّل مثلا أعلى لدى المسيحيين والمحمديين، ولدى شعبنا بشكلّ عام، وهو الملهم لهم في العمليات الإستشهادية ضد العدوّ اليهوديّ”(13).

  • البقرة الحمراء.

يتذرع اليهود بقصة ولادة “البقرة الحمراء” في “اسرائيل”، معتبرين ذلك “علامة من الله”، على قدوم “مسيحهم المنتظر”، ويجب إعداد الطريق أمامه، عبر تدمير مسجدي الصخرة والأقصى في القدس، للوصول إلى “هيكل اليهود المقدس”، الموجود حسب خديعتهم، تحت المسجدين الكريمين، وقد أقدم اليهود فعلا، على التعدي على المسجدين، بالمتفجرات حينا، وبالحفر تحتهما حينا آخر، بهدف هدمهما نهائيا ، وإعادة بناء هيكلهم المزعوم(14)، وما قصّة ولادة البقرة الحمراء في كيانهم المغتصب إلا إشارة،  لهم للمباشرة بهدم المسجدين، وبناء كنيسهم، تمهيدا لاستقبال مسيحهم الدجال .

فما هي قصة “البقرة الحمراء”؟

 

 

البقرة الحمراء بالعبرية (باراه أودوماه) هى بقرة يعتقد اليهود أن رمادها  –بعد حرقها- كان يستخدم لتطهير الأشخاص والأشياء التى تدنست بملامسة جثث الموتى و أدواتهم.

وجاء فى التلمود أن البقرة لا بد أن تكون حمراء تمامًا، ليس بها أى تموجات، والنص يقول: وحتى وجود شعرتين سوداوين على ظهرها –حسب معتقد اليهود- يجعلها لا تصلح لأن تكون بقرة مقدسة تفى بهذا الغرض.

ومواصفات البقرة الموعودة فى اعتقاد اليهود أن تكون حمراء تمامًا، ألا تكون قد حلبت من قبل، ألا تكون قد استخدمت فى عمل من حمل أو حرث، أن تكون خالية من العيوب الخارجية، والأمراض الداخلية. وأن تكون صغيرة السن لهذا يطلقون عليها البقرة الصغيرة الحمراء.

ويتم التطهير بالبقرة الحمراء عن طريق حرق البقرة بطقوس وأدوات معينة من شجر الأرز الذى يجلب من لبنان، ويستخدم رماد البقرة الحمراء فى تطهير اليهود، بدءًا من الكاهن الذى يغسل ملابسه ويغتسل هو برمادها، لاعتقادهم أن اليهود جميعًا غير طاهرين، ويتولى هذه المهمة الكهنة ليتسنى الدخول إلى أرض المسجد الأقصى –الهيكل بزعمهم- لأن اعتقاد أغلب حاخامات اليهود أن دخول أى يهودى إلى باحات المسجد الأقصى يُعد خطيئة وأمرًا محظورًا من غير أن يتم التطهير برماد البقرة الحمراء، وهم بدون رمادها يظلون نجسين.

ويعتقد حاخامات اليهود أن ميلاد بقرة حمراء على أرض فلسطين المحتلة علامة من الله للبدء فى طقس التطهير اليهودى القديم –على حد زعمهم- وببلوغها الثلاث سنوات يبدأ العمل لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم ولهذا تهلل اليهود عندما ولدت بقرة حمراء قبل  سنوات فى حقل صغير فى قرية «كفار حسيديم» والتى تقع بجوار مدينة حيفا، وأسموها (ميلودى) وقالوا إنها أول بقرة حمراء ولدت فى فلسطين المحتلة منذ أن هُدِم الهيكل على يد تيطس الرومانى فى عام 70م، وأحاطوها بحراسة مشددة ووفروا لها رعاية على يدّ أكبر الأطباء البيطريين فى العالم. واقترن بلوغ تلك البقرة الثالثة من عمرها باقتحام (شارون) المسجد الأقصى مدججًا بالسلاح والجنود!!

وبقيت البقرة تحت حراسة مشددّة لمدة 24 ساعة يوميًا ولم يتم ذبحها رغم أن عمرها الآن يتعدى الخامسة (في مطلع التسعينات) لأن الفاحصين وجدوا قليلًا من الشعر الأبيض فى ذيل تلك البقرة. وحث بعض الحاخامات على استخدام تلك البقرة للإنجاب لعله يخرج من صلبها بقرة حمراء خالصة.

ويوجد الآن فى الكيان اليهودى معهد متخصص لدراسة البقرة الحمراء وما زال (معبد الهيكل) فى البلدة القديمة فى القدس يجرى التطبيقات العملية لإقامة الهيكل المزعوم من حياكة ثياب الكتان التى يرتديها الكهنة إلى الأوانى الذهبية للبخور والتاج الذى يلبسه رئيس الكهنة والأدوات التى تستخدم لسدنة الهيكل المزعوم.

وما زال مسلسل البقرة الحمراء مستمرًا، وكأنها تتحكم بمصير المسجد الأقصى، ومشروع جلب البقر الأحمر إلى اسرائيل ما زال قائمًا على الرغم من ارتفاع تكلفة نقل المواشى إلى الكيان اليهودى، حيث تُجلب البقر الحوامل والمتوقع أن تلد بقرًا أحمر من (المسيسيبي)

وفى مفاجأة للجميع أعلن، في نهاية التسعينات، موقع يهودى يدعى موقع «كيباه» العبرى، عن ظهور البقرة الحمراء بالفعل، بمزرعة بولاية نيوجيرسى الأمريكية، لدى يهودى أمريكى، وتبلغ البقرة من العمر عامين، وبعد أن انتشر خبر وجودها لدى هذا المزارع بدأت العروض تنهال عليه لشراء هذه البقرة المنتظرة، إلا أنه رفض بيع البقرة حتى بمبلغ مليون دولار، وفى تعليق لصاحب المزرعة الذى اكتشفت فيها البقرة الحمراء، قال: “أنا أريد أن أكون أول من يصل إليه المسيح فور وصوله لتخليص اليهود”.

ولخوفه من الوصول للبقرة، قام بعمل سور كهربائي حولها؛ لمنع أى شخص من الاقتراب منها، إلا أن بعضا من كبار خامات اليهود، أعلنوا أنهم يستعدون للذهاب إلى مزرعة «سيلر» المتواجد فيها البقرة الحمراء؛ للتأكد من أنها هى البقرة الحمراء المقصودة والمشار إليها فى المعتقدات اليهودية حيث يعتقدون أنها ذبيحة الخطيئة لتكفر عن ذنوب اليهود، فهل هذه البقرة لتكفير خطايا السابقين أم اللاحقين أم المعاصرين الذين أشرفوا على ذبحها؟!

وهل اليهود من عام 70م إلى وقتنا الحاضر وبتعاقب أجيالهم يموتون على نجاسة وأن ذنوبهم غير مكفرة إلى الآن؟

وهل بقرة واحدة تكفى لقرابة 5 ملايين يهودى فى فلسطين ليذر رمادها عليهم؟! وإن كانت تكفى فكيف سيوزع هذا الرماد؟

وهل البقرة المطلوب إحضارها تخرج بمعجزة إلهية من غير تدخل البشر كما يقول حاخاماتهم، أم أنها هى صنيعة اليد اليهودية فى مختبرات ومزارع العبث الجينى؟!

وكيف أنهم لا يزالون يؤمنون –عن يقين- بأنهم (شعب الله المختار) حتى قيام الساعة!! ومع ذلك يعتقدون بالقدر نفسه من اليقين أنهم شعب (نجس) منذ عشرات القرون، لماذا؟ لأنهم اقترفوا نجاسات عديدة لا يمكن التطهر منها حسب معتقداتهم إلا برماد البقرة الحمراء ضمن طقوس لا تمارس إلا فى الهيكل، وبما أن الهيكل غائب منذ ألفى عام، وعقمت معه الأبقار أن يلدن واحدة حمراء خالصة فإن النجاسة ظلت ملازمة للشعب اليهودى بكامله. فكيف يجيزون لأنفسهم دخول المسجد الأقصى الذى يسمونه جبل الهيكل؟ ( منقولةعن (google) .

 

 

 

لـــعـــنـــة الإنـــجـــيـــل والـــقـــرآن عـــلـــى الـــيـــهـــود

تكثر الشواهد في “العهد الجديد” على المواقف العدائية التي اتخذها اليهود من السيد المسيح، وأمّه مريم، وقد ذكرنا اليسير اليسير منها، ممّا دفع بالسيد المسيح إلى لعنهم ووصفهم بأبناء إبليس .(إنجيل يوحنا، الإصحاح الثامن).

إنّ حقد اليهود على السيد المسيح ورسالته، لا يقل ضراوة عن حقدهم على النبي محمد ورسالته، وقد نزل الوحي على رسول الله، آيات بينة ،ومنها :

“واستحوذ عليهم الشيطان،فأنساهم ذكر الله،أولئك : حزب الشيطان،وهم الخاسرون” (15) .

“وقالت اليهود يدّ الله مغلولة. غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا . كلما أوقدوا نارا للحرب، أطفأها الله. ويسعون في الأرض فسادا . والله لا يحب المفسدين”(16) .

“ولتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، ولتجدنّ أقربهم مودّة الذين قالوا أنّا نصارى. ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا، ترى أعينهم تفيض من الدمع لما عرفوا من الحقّ “(17).

في الخلاصة : “ليس من سوريّ إلا وهو مسلم لربّ العالمين، فاتقوا الله، واتركوا تأويل الحزبيات الدينية العمياء، فقد جمعنا الإسلام : منّا من أسلم لله بالإنجيل، ومنا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالحكمة..فليس لنا من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا غير اليهود . فلنكن أمّة واحدة في قضيتنا الواحدة ونظامنا الواحد ” ، سعاده .

المسيح ليس  “ملك اليهود”

إن الأحرف الأولى (INRI ) التي  تلخص العبارة اللاتينية المزعومة Jesus-Nazarnus –Rex-Ivdauorum))  وتوضع على الصليب فوق رأس المسيح، لا تعني كما هو متداول : .”يسوع الناصري ملك اليهود”.

هذا التزوير الفاضح الذي استمر زمنا طويلا، ما لبث العلم أن اكتشف الحقيقة، إذ أثبت العلم ، بما لا يقبل الشكّ، أنّ هذه العبارة تعني باللاتينية القديمة (Igne –Natura-Renovater-Integra)،وترجمتها :”النار تجدّد الطبيعة النقية الخالصة بطبيعتها”. كما استبدل المزورون اليهود الحرف الأول من الكلمة الأولى “I” بالحرف “J”المدخل لكلمة (Jesus)، للتشابه في الكتابة بينهما .  وتلاعبوا بتركيب باقي الكلمات بالإرتكاز على الأحرف الأولى منها “N-R-I”  لتتناسب مع العبارة اللاتينية المزورة، ومعناها : “يسوع الناصري ملك اليهود” . والجدول في الهامش رقم 6، يوضح تلاعب اليهود ببعض الأسماء المسيحية المقدسة، وتحريفها عن معناها الأساسي .

 

 

 

 

الهوامش

1)- جريدة “لسان الحال” البيروتية، 30-1-1972 .

2)- المطران جورج خضر، “حديث الأحد”،الجزء الرابع، منشورات النور، ص 417 .

3)- مجلة “إتجاه”،العدد الخامس، آذار/نيسان 1997، رامز يازجي، قراءة جديدة للتوراة والتلمود، ص470 .

4)- جريدة “الديار” البيروتية، تاريخ 12-6-1997، ص26 .

5)- جريدة “النهار” البيروتية، تاريخ 15-8-1972 .

6 )– جهاد العقل: صدى الهلال، ص48 .

 

 

 

في العبرية المعنى في التلمود المعنى
إسم يسوع jeschua المخلص jeschu ليمح اسمه وذكره
الصلوات المسيحية tefillah tiflah الخطيئة والألم
الكنيسة Beth hattefillah بيت الصلاة Beth hattiflah بيت الباطل والشيطان
القديسون المسيحيون kedoschim kededchim الرجال المخنسون
القديسات kedeschoth المومسات
أم يسوع miriam charia الغائط
عيد الفصح pesach kesach المشنقة

 

 

 

7)ـ أنيس فريحه: ملاحم وأساطير، ص 46 .

8)- انجيل متى :24:12و 28:12 .

9)- رفيق المعلوف: جريدة النهار 9نيسان 1997 .

10)- يراجع في هذا الموضوع :

“النشرة”، تصدرها بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، السنة السادسة، 1997، العدد الثاني، ص55

جريدة “البناء”، العدد875، تاريخ 7/6/1997 .

11)- جورج خضر، مجلة “الشراع”، السبت 17آيار 1997 .

12)-“الديار”، العدد1198، تاريخ 30/11/1998 .

13) – “البناء”، العدد 869، تاريخ 24/4/1997 .

14)- “الديار”، العدد3232،28آيار 1997، ص21، نقلا عن newsweek .

15 )- سورة النساء 16

16)- سورة المائدة 64 .

17)- سورة المائدة 81 .

ملاحظة : من أبرز المؤلفات التي تعالج موضوع هوية المسيح ، كتاب “المسيح السوري”، مؤلفه إبراهيم متري رحباني . نقله عن الإنكليزية وحققه أسامة عجاج المهتار .ط1، 2001، التوزيع : دار امواج لللطباعة والنشر والتوزيع، بيروت- لبنان .

 

إن كافة المقالات الواردة ضمن موقعنا (ليبابيديا نيوزLebapedia News) تعبر عن وجهة نظر وآراء كتابها ومصادرها وموقعنا غير مسؤول عن النص ومضامينه .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »