تربية وثقافة

وزير الثقافة من طرابلس: نحافظ على موروثنا المشرقي وعلى هويتنا الثقافية وننفتح على الثقافات الأخرى ومعها نتفاعل ونتكامل.

ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وحضوره احيا المبدعان الدكتوران هياف ياسين ونداء ابو مراد امسية موسيقية “من السماع المقامي الطرابلسي” في بيت الفن في الميناء، حيث كانت ساعة من السحر والتناغم من العزف على السنطور عبر دكتور هياف ياسين وعلى الكمان عبر الدكتور نداء ابو مراد بحضور فعاليات ووجوه ثقافيه طرابلسية.
استهلّ اللّقاء بدقيقة
صمت على أرواح الشهداء في لبنان وفلسطين. وبعدها كانت كلمة للدكتور هيّاف ياسين الذي شكر فيها الوزير على رعايته والحضور على تواجده. ثمّ عرّف بالنهج الموسيقيّ المقاميّ الخاصّ بالأمسية، وكيف أنّه تقليد موسيقيّ غابر في التاريخ وواسع المجال الجغرافيّ، ومشترك بين أطياف اجتماعيّة وعرقيّة متنوّعة. ثمّ أكّد كيف يحمل هذا النوع من الموسيقى الهويّة الثقافيّة العميقة لهذا المشرق في طيّاته، وبالتالي هناك واجبُ التمسّك به وممارسته، للمساهمة في حراك ثقافيّ مقاوم يسمح بالمحافظة على وجودنا الثقافيّ اليوم في وجه ثقافة العولمة التي تذيب الكلّ في سَيَلانها. كما أكّد على الدور الذي يلعبه “بيت الموسيقى” في جمعيّة النجدة الشعبيّة اللّبنانيّة خصوصًا في منطقة عكّار، وعلى منهجيّته التي تحترم الازدواجيّة اللسانيّة الموسيقيّة، والتي تتيح تجذير الهويّة الموسيقيّة المقاميّة المشرقيّة في نفوس الأطفال والشباب من جهة أولى، كما وتسمح لهم بالتثاقف مع موسيقات مختلفة أخرى منتشرة في العالم من جهة ثانية، داعيًا إلى تعويض نقص الموسيقى المقاميّة المشرقيّة الأصيلة الحاصل في مناهج مؤسّسة الكونسيرفاتوار الوطنيّ. ثمّ شرح عن مضمون الأمسية الموسيقيّة، حيث أنّها مبنيّة بقوّة على ثقافة الإبداع الفوريّ والابتكار الآنيّ، هذا ما يعرف بالارتجال الفوريّ؛
والقى الوزير المرتضى كلمة من وحي المناسبة متبنياً بعمق الرؤية الموسيقيّة التي تطرّق لها الدكتور هيّاف ياسين، مشدّدًا على ضرورة التمسّك بالهويّة الثقافيّة ومصاديقها وتجلّياتها، واكّد على وجوب الحفاظ على موروثنا المشرقي وعلى هويتنا الثقافية مع الانفتاح على الثقافات الأخرى التي معها نتفاعل ونتكامل.كما نوّه الوزير بكلّ من الموسيقييّن البروفيسور نداء أبو مراد والدكتور هيّاف ياسين على اعتبار أنّهما موسيقيّان استثنائيّان في هذا الوطن بما يملكانه من مهارة خاصّة وخبرة عميقة ومعرفة علميّة في الحقل الموسيقيّ.
ووجّه الوزير التحية الى طرابلس المقاومة بثقافتها وحضورها والى الجنوب اللبناني والى غزة الابية التي تستمر صامده مقاومة منوها بهذا اللقاء في بيت الفن مركز العزم الثقافي مشيدا بادارته ومتطلعا الى ديمومة العمل الحي في هذا الموقع الهام .

وحذر وزير الثقافة من محاولات النيل من موروثاتنا وتراثنا :”ومن ان هناك من يسعر ليجعلوا منا بانفسنا منسلخين عن هويتنا فليس من امة يمكن ان تثبت في ارضها على مستوى التمسك بالهوية وعلى مستوى التمسك بالمشرقية والاستعداد غير العادل الانفتاح والتكامل مع الثقافات الاخرى ولكن انطلاقا من التزود وتحصين النفس والارتكاز على الموروث البهي والغني الذي يفرض علينا ان نتغنى به ونحافظ عليه وانا من جهتي انا معني بوجودي في هذه الامسيه في طرابلس هذه المدينة التي ليست فقط عاصمة ثقافية للعام 24 بل هي عاصمة ثقافية اولى في لبنان على مدى الاعوام القادمة وايضا يشرفني جدا ان اكون في حضرة استثنائيين كالدكتور نواف والدكتور نداء وهما انطونيان
وأضاف:”وثمة تهمة بان وزير الثقافة هو الوزير الانطوني ولكنها تهمة حميدة بالنسبة اليه مؤكدا على هذا التمسك بهذا الانتماء الجميل الوطني التعايشي.

بعدها، وعلى مدار ساعة من الزمن، تمّ تقديم أربع وصلات موسيقيّة، تمحورت كلّ منها على مقام واحد، وهي:
1. وصلة مقام البيّاتي
2. وصلة مقام الراست
3. وصلة مقام الحجاز
4. وصلة مقام السيكاه

حيث قدم الموسيقيّان بتوليد ألحان موسيقيّة جديدة ومجدّدة وطارئة، يحترمان فيها قواعد وأصول النحو الموسيقيّ الخاصّ بهذا التقليد الموسيقيّ المشرقيّ الفنّيّ.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »