كتاب وآراء

هل تكون زيارة هوكشتاين المثقب الذي يُحدث ثغرة؟

جوزف القصيفي نقيب محرري الصحافة

صحيفة الجمهورية

بات واضحاً أنّ الكلام على وقف إطلاق النار في لبنان يتزامن مع الكلام عن سلّة من الترتيبات العسكرية والأمنية التي تريد إسرائيل فرضها، مستفيدة من حجم التأييد الأميركي لها الذي أعطاها الضوء الأخضر، لكي توقع بلبنان ما أوقعت من مجازر ودمار تحت ذريعة استئصال «حزب الله» ودفع خطره عن حدودها الشمالية، وعزله عن بيئته، والإمعان في ضرب هذه البيئة حتى تفكّ ارتباطها به نهائياً.

وفي تقدير خبراء غربيين وإسرائيليين، أنّ الضربات التي يوقعها نتنياهو بلبنان ستدفع المسؤولين فيه إلى رفع «العشرة» والاستسلام لإملاءاته، وهو تقدير ينطوي على كثير من المبالغة إن لم يكن مستحيلاً. وفي هذا السياق، تندرج زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يتردّد انّه أُبلغ بلائحة الشروط إلأسرائيلية من دون أن يعني ذلك انّه يتبنّاها، والتي يصفها البعض بـ»صك استسلام»، فيما يرى آخرون أنّ «الزائر الاميركي» يحمل افكاراً تتضمن تعديلات على قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، تنسجم على ما يعتقد متابعون «مع المتغيّرات على الأرض». لا أحد يعرف بالتحديد ماذا حمل هوكشتاين لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، لكن متابعي الموقف الإسرائيلي، وما تنشره الوسائل الإعلامية في الدولة العبرية، يُجمعون على أنّ شروط نتنياهو وحكومته لوقف إطلاق النار والأعمال الحربية في لبنان هي آلاتية:

1- لا عودة إلى اتفاق الهدنة إطلاقاً وتحت اي ظرف او عنوان.

2- رفض الصيغة الحالية للقرار 1701 وتطبيقاتها التي كانت معتمدة، والضغط لإدخال تعديلات واضحة عليها تلحظ آلاتي:
أ- إبدال قوات «اليونيفيل» بقوات متعددة الجنسيات من دول صديقة لإسرائيل، او الإبقاء عليها وتعزيزها، على أن تعمل وتتحرك تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة من خلال «تعديل مهمّاتها ورفع مستوى تسليحها وإعطائها الحق في المبادرة إلى تفتيش المنازل والمنشآت ودهمها، وتقييد حرّية التنقل للأشخاص وفق ضوابط معينة.
ب- الإصرار على أن يكون القرار الأممي الرقم 1559 جزءاً لا يتجزأ من القرار 1701.
ج-أن تكون هناك منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات، وإمكان أن تكون خالية من السكان اي «NO MAN›S LAND».
د- الحق لإسرائيل في اختراق الأجواء اللبنانية والمياه الاقليمية في عمليات رصد ومتابعة وتجسس، من دون أن يُعتبر ذلك انتهاكاً للسيادة اللبنانية. وبحث في إمكان الوصول إلى صيغة تتيح للجيش الاسرائيلي تجاوز الحدود الدولية للبنان للقيام بعمليات دهم او تفتيش او تعقب.
بالطبع يعرف الجانب الأميركي انّ لائحة المطالب الإسرائيلية لن تلاقي قبولاً لدى رئيسي مجلسي النواب والوزراء لأسباب عدة ومنها:
– لا قبول بأي طرح يتنافى مع سيادة لبنان.
– إنّ إسرائيل لم تربح الحرب ولم تحقق خرقاً برياً واسعاً وعميقاً يؤسس لتمركز دائم لوحداتها بنحو يسمح بالقول انّها كسبت الجولة، وإن في إمكانها فرض شروطها في الشكل الذي يتناسب مع مصالحها الاستراتيجية. وإنّ ما حققته إسرائيل حتى اليوم هو نجاح في تعميم الدمار والقتل في كل المناطق اللبنانية من خلال الغارات الجوية العنيفة ومسيّراتها القاتلة، وهذا الأمر لا يُعتبر انتصاراً إذا لم يواكب بانتصار على الارض، مع الإشارة إلى أنّ القوات الإسرائيلية تواجه مقاومة ضارية من مقاتلي «حزب الله» تعوق تقدّمها

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »