كتاب وآراء

روي عريجي: “قبلان المكاري من الشخصيات الزغرتاوية التي تركت بصمات خير في حياة الزغرتاويين”.

الباحث روي عريجي – الشبيبة الإهدنية - قبلان المكاري في ذكراه الـ 62 

 

بمناسبة وفاة الشيخ قبلان المكاري في 24 شباط 1962 أحببت في هذه الذكرى مشاركتكم ببعض مآثره الطيبة التي لا تزال ترافق ذكراه حتى الآن.
قبلان المكاري من الشخصيات الزغرتاوية التي تركت بصمات خير في حياة الزغرتاويين.
ففي سنة 1934 رمّم مدرسة مار يوسف في زغرتا الملاصقة لكنيسة السيدة بطلب من الاب سمعان عاقلة حيث أضيفت غرفا وحمامات، كما اضيف طابقا جديدا ليستوعب أكبر عدد من الطلاب. والمدرسة اليوم معروفة بإسم ” مدرسة الاب سمعان الدويهي الرسمية” بعد ان استأجرتها الحكومة اللبنانية من وقف زغرتا.
وفي خريف 1950 وبعد التماسه لحاجة زغرتا لكنيسة كبيرة بعد أن زاد عدد سكانها، قام بالتبرّع بمليون و350 ألف ليرة لبناء كاتدرائية مار يوحنا المعمدان بالكامل كما اوعز بإضافة أقسام تحتها تألفت من غرف للكهنة ومستوصف حمل اسمه (اليوم يحمل اسم المركز الصحي الاجتماعي) ، ومدفنا خاصا له ولعائلته، لكنه دُفن في المكسيك. وتحولت الكاتدرائية بفضل تبرعاته الى متحف ضخم للفنان صليبا الدويهي، لتدشَّن سنة 1957.
وفي سنة 1950 أيضا تبرّع ببناء مدفن زغرتا الجديد على أرض تابعة لوقف زغرتا في منطقة الحريق ( السور حاليا، وذلك نسبة الى سور المدافن العالي)، لتُنقل اليه الأموات من مقبرة العبي سنة 1951 نهائيا.
وفي سنة 1953 قدّم المساهمة الكبرى لعملية الدهان الفني لكاتدرائية مار جرجس في اهدن التي نفذّها الفنان الطلياني دانتاميرو والتي اطلقتها جمعية السيدات الإهدنيات.
وفي سنة 1954 وبطلب من الأب سمعان عاقلة تبرّع ببناء مدرسة وكنيسة تابعة للراهبات الأنطونيات في شارع المعاصر في زغرتا.
بالإضافة الى كل ذلك، كان سخيًّا جدّا في دعمه لكل الجمعيات الإهدنية ولبلدية زغرتا.
كما ساهم بالتبرّع في العديد من المشاريع الإنمائية والعمرانية من فتح وتجميل شوارع في اهدن وزغرتا..
كرّمته زغرتا عبر إقامة تمثالا له في ساحة كاتدرائية مار يوحنا المعمدان تبرّع به العديد من الزغرتاويين مقيمين ومغتربين، كما واطلق اسمه على طريق نبع مار سركيس (بحسب ما يتذكّر أحدهم) ناهيك عن حفلات التكريم المتعددة التي أقيمت له من قبل معظم قيادات الدولة اللبنانية، ولعلّ أبرزها كان الرقيم البطريركي من البطريرك الماروني أنطون عريضة، وتكريمه من قبل الملك عبدالله الملك الاردني في أواخر أيلول 1950 خلال حفلة رافقه إليها المؤرخ جواد بولس.
كما أنّ الصحافة العالمية جذبتها انجازاته فكتبت عنه مرارا وترجمت تلك المقالات بعض الصحف اللبنانية.

هذا غيض من فيضه على مدينته التي لم ينساها لما تألّق في اغترابه في ماريدا في المكسيك ولُقّب بـ” أمير صناعة قصب السكر والقنّب”.
وهذا التألق الذي رفعه الى مصاف الشخصيات المكسيكية العظيمة.
وقبلان المكاري، وبحسب ما استقيت من صحف لبنانية عرّبت ما كتبته عنه عدة صحف عالمية، ولد في اهدن وهاجر الى المكسيك سنة 1909 جهد وكدّ في التجارة واسس معملا للحبال بالشراكة، ولما لم يكن يستطيع تشغيل محركات معمل ” سان خوان للحبال ” بسبب الضيقة الاقتصادية التي مرّا بها، استخدم محرك سيارته الفورد لتشغيل محركا من معمله ليستمرّ بعمله، وهكذا بدأ بصنع ثروته في مدينة ماريدا من صناعة قصب السكر والقنّب والسبيرتو ومساهمته في العديد من المصارف وشركات التأمين. وأنشأ قبلان المكاري مدينة من ألفها الى يائها من ضمنها مطارا تسهيلا لعمل مصنع السكر الذي أسسه بناء على طلب الدولة المكسيكية وذلك سنة 1946، كما ابتكر أساليب ري جديدة في أرزاقه.
وأنشأ مزارع للأبقار ضخمة جدا وأرفقها بأسطول بحري لنقلها. كما أسس مزارع لتربية النحل الى جانب معامل الغزل والنسيج والقطن بالإضافة الى المشاريع العمرانية والإنمائية في العاصمة المكسيكية.
وحبّه للمساعدة دفعه الى تأمين وجبات يومية لـ 400 طفل في ماريدا، زد على ذلك المساهمة في تأسيس ميتم ومأوى للأطفال، كما تميّز بحبّه واحترامه للعاملين لديه الذي يلقي السلام عليهم فردا فردا كل مرة زار فيها شركاته.
وبنى جسورا فوق الأنهار بين القرى تسهيلا لتنقلات السكان الآمنة، كما أنه ساهم بإنشاء مدرسة ” الجمهورية اللبنانية ” في المكسيك.

وفي 24 شباك 1962 أغمض عينيه للأبد في المكسيك تاركًا وراءه ثروة ضخمة لم تقتصر على المال والثروة فقط، إنمّا على السمعة الطيبة التي ترافق ذكراها أجيالا.

وفي النهاية أودّ أن أختم بجزء مما كتبه الأديب الكبير فاضل سعيد عقل عنه في جريدة البيرق سنة 1954:
” إن رجلا كقبلان المكاري يستطيع وحده أن يحيي لبنان وأن ينقذه بتأمين العمل لبنيه المحرومين منه ومنع الهجرة الى الخارج، ولكن من يسمع؟”

*الصورة المرفقة مشكلة من مجموعة صور من الفنان سميح زعتر وجو مكاري وانطوني يمين وسليم فرنجية والدكتور انطوني مكاري، بالاضافة الى مجموعتي الخاصة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »