أخبار العالماقليمياتسياسة

رسالة إلى رفاق جروبي يا ليبراليو مصر اتحدوا

المصدر: “Direct Media”

د.أيمن نور

لست “بعضًا” من هذا المشهد، لكن “كل” هذا المشهد، وبكل تفاصيله، بعضًا مما كنت أحلم به، وأعمل من أجله، منذ عقودٍ ولت -ومازالت- للآن

في 25 يونيو 2023، التقت قوى، وأحزاب، ورموز وطنية وليبرالية، لتعلن تدشين التيار الحر، كأول تجمع ليبرالي ذو طبيعة “شبكية” -غير اندماجية” يضم الليبراليين في مصر في عقد وحيد وفي مكان وزمان فريد

أحسب أنك عندما تكون خارج الصورة، ترى تفاصيل أكثر مما يراها من بداخلها، أو من أكتفى بوصف الحدث بكلمة “طظ”، أو من رحب بحذر، أو حذر بتوجس

ومن هنا أسمحوا لي بسباحة عكس التيار في قراءة مختلفة للمكان والزمان

أولاً [ المكان ]

21 شارع محمود بسيوني “عمارة جروبي”، قلب ميدان طلعت حرب ودرة القاهرة الخديوية، التي تجسد روح الحضارة الغائبة، للحقبة الليبرالية الذهبية في التاريخ المصري الحديث، حيث جسدت هذه البقعة المضيئة ثقافة الكزمو بلتين بتجميع وقبول وتعايش ثقافات، وجنسيات، وديانات، انصهرت داخل الحياة المصرية..

134 عامًا، هي عمر هذا البناء، الذي احتضن هذا اللقاء، منذ أن شيده صانع الحلويات السويسري “جياكوم جروبي” 1889، وحتى 2023، الذي شهد هذا الحدث الذي ينضم لمئات الأحداث التاريخية الموحية التي كان المكان شاهدًا عليها

العديد من الحكومات -ما قبل 1952- شُكلت داخل “جروبي” والعديد من الأحزاب والحركات -بل والثورات- ولدت بين أحضان وجدران هذا المبنى، من الغد إلى الحملة المصرية ضد التوريث، إلى الجمعية الوطنية للتغيير، إلى البرلمان الشعبي، إلى ثورة يناير التي كان هذا المبنى واحدًا من أسرارها، ومقرها -قبل وبعد انطلاقها- فقد كان هذا المبنى ثورة -قبل الثورة- وحديقتها الخلفية بعد قيامها..

منذ 20 عامًا -وتحديدًا عام 2003، استأجرت الدور الثاني من هذا المبنى مقرًا لحركة الغد الليبرالي قبل قيام الحزب أكتوبر 2004

(شاهد رابط الغد 20 عامًا من النضال

في هذا التوقيت كانت مصر حبلى بتغيير، وكان الغد أحد إرهاصات ولادة مبكرة بتجديد شباب الحركة الليبرالية، التي تصلبت شرايينها بتراجع دور “الوفد” قمة الهرم الليبرالي المصري

كان على عتبة جروبي منذ 134 عامًا -وللآن- كلمة مكتوبة بالفسيفساء النادرة وسط رسوم مبهجة -تجدها تحت قدميك- وبخط واضح نصها : “فقير النحل” !! لم تكن هذه الكلمة، ذات صلة بمنتجات “جروبي” الكلاسيكسة (الفونضام والفواكه المسكرة والمارون جلاسيه .. إلخ) فتفسيرها قد تجده، إذا نظرت لأعلى للدور الثاني، التالي للنادي اليوناني، ذلك الدور الذي كان يسكنه الحلم الليبرالي (ففقير النحل) معناها (خلية النحل) وهكذا كان الحال في ذلك المقر الذي كان بيتًا لليبرالية المصرية الشابة الجديدة، ولكل الحركات الثورية والديمقراطية التي هجر معظمها مقر حزب التجمع اليساري الذي يقع على الضفة الأخرى من شارع محمود بسيوني ليستقر بها المقام في “فقير النحل” أعلى جروبي

شهد المكان احتضان أول وأهم حملة رئاسية في أول انتخابات تعددية في تاريخ مصر 2005، كما شهد البرلمان الموازي (الشعبي) الذي علق عليه مبارك في أخر خطاب له “خليهم يتسلوا”..

وقبلها حاول نظام مبارك إحراق هذا المقر في 6 نوفمبر 2008، كما استهدفه نظام عبد الناصر، عندما أعلن عام 1954 عن مخطط “زائف” لنسف جروبي، وعندما حاول تأميم المبنى في ستينيات القرن الماضي، إلا أنه فشل في الأولى والثانية .. كما فشل مبارك في حرق المبنى الذي عاد لدوره مؤخرًا

فالذي احترق في 2008، والذي كاد أن يُنسف في 1954 لم يكن مكتبي، أو مقري الانتخابي، الذي شهد مولد حزبي، بل هو قطعة نادرة وخالدة من تاريخ مصر السياسي

ولذا أحيي ذكاء وفطنة أخي الحبيب المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وأحد أهم رموز التيار الليبرالي الحر، أنه أدرك دلالة ورسالة اختيار المكان وتخصيصه “وقفًا وطنيًا” للحركة الليبرالية المصرية الجديدة

ومن هنا كان خيار مكان التدشين للتيار الحر، رسالة واضحة ومفهمة بعبق التاريخ، وموحية بتواصل تاريخ النضال الليبرالي من أجل الحرية والديمقراطية

ثانيًا [ الزمان ]

في 30 يونيو 2013، انشطرت الحركة الليبرالية المصرية بين مساند لحراك 30 يونيو -دون قيد أو شرط- وبين متخوف من استغلال الثورة المضادة للحدث في الانقضاض على الثورة واستحقاقاتها

وبغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الموقف أو ذاك، فبعد عشر سنوات تلتحم -نسبيًا- الحركة الليبرالية، في إطار التيار الحر الوليد لتُعلي مرة أخرى أولوية الوحدة، حول قيم ومبادئ ثورة يناير واستحقاقاتها، وتغلق ملفًا ملغمًا، في محاولة جادة لاستعادة سلامة ووحدة الجماعة الوطنية المصرية التي تبدأ وحدتها دائمًا وتنتهي -غالبًا- بفعل وجهد الحركة الليبرالية، التي تملك مساحات مشتركة ووسطية مع معظم القوى الوطنية المصرية

25 يونيو 2023، ليس فقط تاريخًا للتدشين للتيار الحر، لكنه لقاء مع لحظة تاريخية حرجة ودقيقة يسأل فيها كل مصري :

ما العمل؟ هل مازال هناك أمل؟ وكيف يكون التغيير للأفضل ونحن على أعتاب استحقاق انتخابي لم يتوافر له للآن الحد الأدنى من الضمانات

25 يونيو 2023، محاولة صادقة ومستحقة وواجبة لمواجهة إنشاء حالة اليأس وخيبة الأمل في قوى التغيير المصرية، وتشويه كل الفاعلين السياسيين، من كافة العائلات السياسية، وتعميق الشقوق والشكوك في إصلاح مدني حقيقي، بعد أن تحول شركاء الثورة إلى فرقاء، وحلم الثورة إلى كابوس، وتحولت مصر إلى شبه دولة مرتهنة إرادتها لغيرها، بعد أن تقزمت لصالح أقزام، وباتت الدولة العريقة في هوة سحيقة، مهددة بالإفلاس والانهيار بفعل الخيبات والإحباطات المتواترة على مختلف الأصعدة

ثالثًا [ التغيير الآن ]

25 يونيو 2023، تاريخ هام، لأن التغيير الآن، لم يعد محلاً للخلاف، فقط يبقى السؤال : من يملك أن يأخذ بناصية التغيير للأمام -وليس للخلف- وفي تقديري ليس هناك أقدر من هذا التيار أن يقود تحالفًا وطنيًا للإنقاذ، فالمهمة أكبر من تيار، وأوسع من حركة، وأصعب من أن تُدار بقوى منفردة

أي عاقل يدرك يقينًا أن الوضع الراهن لا يمكن أن يتواصل، فالأزمة الاقتصادية على أشدها، فالبلاد على حافة الإفلاس، والموارد الداخلية للدولة متمركزة بشكل شبه كلي على الجباية بسبب تعطل الإنتاج، واستفحال خدمة الديون الداخلية والخارجية، والفقر الذي زادت حدته، واتسعت رقعته، وهو ما يهدد بهزات اجتماعية عنيفة نتوقعها ولا نتمناها، ولا سبيل لمواجهتها إلا بتغيير حقيقي لن تتوافر فرص لوجوده دون تقديم بديل جماعي يطمأن له الناس

إن المنوال التنموي للبلاد وصل لنهاية الطريق، وأصبح عاجزًا لتوفير حلول، كذلك بنية الدولة أصبحت على درجة كبيرة من التكلس وغياب الحوكمة، وكذلك بنية الاقتصاد الريعي المتمركز على الجيش غير القادر على مواجهة مطالب المؤسسات الدولية وضغوط الشركاء العرب في ظل فرص تنافسية منخفضة

إن التغيير القادم يحتاج -أكثر من أي وقت مضى- لتقدم القوى الليبرالية، فالتغيير لن يأتي من خلال تحالف ضحايا الأزمة، بعيدًا عن القبعات الأيديولوجية التقليدية الصماء والمغلقة

رابعًا [ فلسفة اللقاء ]

فلسفة هذا اللقاء كما بدت في ورقته التأسيسية الرائعة، التي تستحق مزيد من الإعجاب بجهد وصفاء الرؤية الليبرالية للناشر والحقوقي والسياسي المصري هشام قاسم، تقوم على الحل الاقتصادي الليبرالي الحقيقي بكل انحيازاته والتي أحسبها، لن يغيب عنها، مرتكزات تنسجم مع مصالح الأكثر فقرًا والتي ينبغي أن تكون في مقدمة أولويات الإصلاحات الهيكلية في السنوات القادمة

ليس صحيحًا كما يتوهم ويروج البعض أن الحل الاقتصادي الليبرالي هو انحياز مطلق لمجتمع الأعمال ورجال المال، فالليبرالية الاقتصادية تتجسد في تكريس آليات العدالة وثقافة الرقابة والحوكمة والمحاسبة وكسر الطابع الاحتكاري وتعزيز روح المبادرة وتطوير الإنتاج، وتشجيع الابتكار والرقمنة والقيمة المضافة، وتأسيس منظومة جبائية عادلة وفاعلة في محاربة الفقر الذي غرق فيه المصريين في العشرية الأخيرة، وقال السادات نصًا إن التيار الليبرالي ليس يمينيًا متطرفًا ويضع البعد الاجتماعي في أولوياته

نعم ربما لم تُفصّل الورقة التأسيسية للتيار -بتوسع- في الجانب الاجتماعي والسياسي، لكن ربما لأنها تدرك أن الاقتصاد، والأزمة الاقتصادية، أهم لمصر والمصريين -الآن- من كل التناقضات السياسية والأيديولوجية والمصلحية

ويكفي -مبدئيًا- إعلان التيار الحر على لسان أكمل قرطام والسادات وهشام قاسم وجميلة إسماعيل أن هذه الخطوة تدعم الحركة المدنية ولا تتصادم معها (كما روج البعض) وأن رؤية التيار مكملة بالتالي لدور الحركة المدنية الغائب جزئيًا للآن في دعم فرص إعادة بناء الجماعة الوطنية المصرية، على أسس عادلة ودستورية تتفق مع مفاهيم المواطنة

خامسًا [ الحضور والغياب ]

أحسب أن استضافة التيار في أول اجتماعاته للنائب السابق والمرشح المحتمل للرئاسة “الناصري” أحمد الطنطاوي كان رسالة واضحة أننا أمام تيار وطني وليس تيار إقصائي لا يفهم طبيعة المرحلة وأولوية الشق الوطني على كل المواقف والقبعات الأيديولوجية والفكرية ولو كانت مرتفعة التكلفة.

رغم أني -لم ولن- أكون بعضًا من مشهد جروبي 25 يونيو 2023 -على الأقل وأنا خارج مصر- إلا أني لا أملك أن أخفي تفاؤلي أن أرى شخصيات ذات قيمة وقامة ليبرالية وفكرية وسياسية وشبابية ووطنية تقف في صف واحد في مقدمتهم على سبيل المثال النائب صاحب الحنكة والخبرة والفهم والعمق محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية .. والنائب النقي الصادق -الذي يُجمع ولا يُفرق- المهندس أكمل قرطام .. والصديق ورفيق الكفاح الحزبي، والسياسي، والحقوقي، الليبرالي الخالص، والمخلص الناشر هشام قاسم، والزميلة المحترمة الفاضلة -صاحبة الخبرة الطويلة- جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور .. والنائب ورفيق العمر الطويل في الوفد والغد إيهاب الخولي .. والوطني المحترم الشجاع في الأوقات التي تعز فيها الشجاعة علاء الخيام رئيس حزب الدستور السابق .. والنائب المحترم والباحث الدكتور عماد جاد .. وكذلك رئيس حزب الدستور الأسبق تامر جمعة، والأبن الحبيب شادي مختار العدل، والصديق العزيز مجدي حمدان، والنائب المحترم طلعت خليل، والنوبي الجميل هاني يوسف، والاقتصادي البارع الوفدي هاني سري الدين، والنائب السكندري أحمد مهنا نائب رئيس حزب الحرية وأخرين لم تتسع السطور للتشرف بذكرهم..

إن مثل هذا الحضور الكبير والمقدر، لا يمنعني من تمني أن أرى أسماء ليبرالية أخرى -لها ما لها وعليها ما عليها- لكنها لا ينبغي أن تغيب عن مثل هذا المشهد الليبرالي مثل السيد عمرو موسى والدكتور حسام بدراوي والدكتور السيد البدوي والدكتور محمود أباظة والدكتورة منى مكرم عبيد وأخرين من الرموز الوسطية والليبرالية.

أعرف أن التيار في طور التدشين والتأسيس -وقطعًا- ستتسع رقعته وهيكله الإداري والتنظيمي والقيادي، لكن هناك أسماء وازنة ربما وجودها الآن -وليس غدًا- في التيار الليبرالي وفي الحركة المدنية يطمأن المجتمع المصري والإقليمي والدولي، أن التغيير القادم -حتمًا- لن يقع في يد قوى هامشية أو فاشستية أو غير قادرة على تحمل المسئولية.

سادسًا [ أولويات المرحلة ]

1- قد يرى البعض أولويات المرحلة أن يتأهب التيار لخوض معركة الاستحقاق الرئاسي القادم بمرشح له أو بدعم مرشح يُتفق على جديته، وإن كنت أعتقد (وأرى لأصحابه) أن الأولويات تبدأ بتعريف ماذا تعني كلمة انتخابات رئاسية، وما هو الحد الأدنى المقبول والمبدئي للاعتراف بشرعية هذه الانتخابات، وألا تكون إعادة أنتاج لشرعيات منقوصة

2- الأولوية الثانية، والتي ينبغي أن تتماشى مع الأولى هي إعداد رؤية استراتيجية تشاركية للبلاد، بعد تشخيص عميق لأسباب التعطل، ودراسة مستفيضة لتجارب الشعوب، وهو ما يحتاج لحوار حقيقي بين المعارضة والمعارضة يلتزم بمخرجاته من يطلب ترشيح أو تأييد التيار والحركة المدنية

3- وليسمح لي الأصدقاء والزملاء الأعزاء في التيار الحر أن أضرب مثلاً موقف حزبًا ليبراليًا ليس عضوًا بالتيار الحر هو حزب غد الثورة وضع اشتراطات محددة لتأييد أي مرشح تتصل جميعها بموقفه من التحول نحو دولة مدنية حديثة من خلال إقراره بالمبادئ والالتزامات الآتية :-

1- الشعب المصري مصدر السلطات، والانقلابات العسكرية خيانة للدستور

2- نظام الحكم في مصر مدني ديمقراطي يقوم على الوحدة الوطنية وحق المواطنة والمساواة والعدالة

3- تكفل الوثائق الدستورية سُبل التداول السلمي المرن للسلطة، والفرص المتساوية للجميع

4- تحظر التشريعات التفرقة بكافة أشكالها بين المواطنين، والتهميش والإقصاء

5- تعكس التشريعات احترام الالتزامات الدولية في مجال الحقوق والحريات العامة والشخصية

6- يقوم النظام السياسي على التعددية، وتقوم الأحزاب والجمعيات والنقابات بالإخطار المسبق

7- النظام الاقتصادي يقوم على التنمية المستدامة، وعدالة توزيع عوائدها لمواجهة الفقر والبطالة، واحترام الملكية الخاصة، والتنافسية، والمبادرة الفردية

8- يقوم النظام القضائي على سيادة القانون، والاستقلال الكامل للقضاء، والنيابة العامة

9- العدالة الانتقالية سبيل للمصالحة الوطنية، والوفاء بحقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين

10- الاعتداءات على حقوق الانسان جرائم لا تسقط بالتقادم أمام قضاء مستقل وعادل

11- تسقط كل قرارات الاعتقال والأحكام في القضايا السياسية وكل ما يترتب عليها من آثار، وأخصها التحفظ على الأموال، وتكفل الدولة تعويضًا عادلاً جابرًا للأضرار

12- استقلال المؤسسات الدينية المالي والاداري عن الدولة، وعدم تدخل أي طرف في أعمال الطرف الأخر ومهامه

13- إعادة هيكلة العلاقات المدنية العسكرية، ويحظر تدخل الجيش في الحياة السياسية والاقتصادية

14- إصلاح جهاز الشرطة، وحظر أي تدخل في الحياة السياسية والحزبية، ورفع كفاءة مواجهة الجريمة

15- مواجهة الإرهاب مسئولية المجتمع ككل، وإدانته واجبة، ويحظر أي تحريض أو تحبيز أو تبرير له

16- وضع منظومة متكاملة لمكافحة الفساد، وتنشيط دور المؤسسات الأهلية في الرقابة عليه

17- تحرير ملكية الإعلام وادارته من تدخل الدولة أو أجهزتها

18- مراجعة الاتفاقيات التي من شأنها التنازل عن أراضي أو ثروات أو مياه النيل

19- بناء علاقات مصر الإقليمية والدولية على اعتبارات المصلحة الوطنية المصرية ورفض التبعية

20- المرحلة الانتقالية تقوم على أسس توافقية وتشاركية جامعة، في اطار مشروع وطني شامل لإنقاذ البلاد، والعمل على الاصلاح الدستوري والتشريعي والسياسي، وصولاً لانتخابات تنافسية نيابية ورئاسية تنتهى معها المرحلة الانتقالية

سابعًا [ ليبراليتنا وليبراليتهم المغشوشة ]

أثق كل الثقة فيمن أعرفهم من قادة التيار الحر، الذي ألتقى والتحم تحت سقف “جروبي” يوم 25 يونيو 2023، أعرف يقينًا إيمانهم بمنظومة القيم الإنسانية والأخلاقية الليبرالية، ولا أخشى عليهم من صغار يجدون أنفسهم في إقصاء الأخرين أو كيل الاتهامات والمزايدات على كل المعتدلين من السكان الأصليين للبيت الليبرالي المصري.

لهؤلاء ممن يشغلون أنفسهم بتحقيق انتصارات في معارك صغيرة، أقول لهم الآتي :

① إن ليبراليتكم المغشوشة كالأسلحة الفاسدة تصيب أصحابها وليس خصومها

② لا أحد يدير معركة حقيقية ضد الاستبداد من أجل الديمقراطية بذات منطق الإقصاء والاستبداد

③ لا أفهم أن ترفع شعار من لا يتطابق معي فهو خائن، إذا كنت تنتمي لمدرسة تصون حق الاختلاف

④ لا أقبل من ليبرالي يؤمن بقيم العدالة أن يقبل بغيابها ثمنًا لمكسب في صراع سياسي مهما كان الصواب في موقفك من أطراف الصراع

⑤ لا أفهم أن يقبل ليبرالي بوطن لا يحترم المواطنة ويقسم المواطنين إلى دم أحمر وأزرق !!

⑥ لا أعرف كيف يدعي شخص أنه مدني ويرحب بالحكم العسكري ويمجد ويقبل باستمراره !!

⑦ لا أصدق أن ليبراليًا يكيل بمكيالين، فالليبرالية الحقيقية قيم إنسانية غير قابلة للتجزئة، ولا للبيع في سوق النخاسة، ولا للتفصيل وفقًا للمصلحة أو طبيعة المرحلة.

وأخيرًا .. يا رفاق جروبي

يا كل ليبراليو مصر ومحبي الحرية فيها، اتحدوا على قيم نعرفها وأحببنا الليبرالية حبًا فيها، وهذه هي وصيتي ونصيحتي الأولى والأخيرة التي أرسلها إليكم اليوم 30 يونيو 2023.

وختامًا : إلى كل الليبراليين المصريين في الخارج ندعوكم في المرحلة القادمة لتشكيل الكيان المصري الليبرالي بالخارج، والمشاركة في إعادة تأسيس الحركة الليبرالية العربية، والدعوة ذاتها موجهة إلى أحزاب الغد في الداخل المصري، وحزب الغد الأردني الجديد، وحزب الغد اليمني، والحزب الليبرالي السوداني، وإلى كل الأحزاب والرموز الليبرالية المصرية والعربية حول العالم التي تؤمن أن الحرية هي الحل.

وأدعو المفكر السياسي الليبرالي مختار كامل أن يشاركنا إطلاق هذه الدعوة في الشهور القادمة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »