د. مصطفى عبد المنعم: للاعلام  أهمية كبيرة ودور محوري في نشر صورة ايجابية تسهم في نقل الصورة الحقيقية عن مقوماتنا السياحية التي حبانا بها الله.

القى الدكتور مصطفى عبد المنعم  كلمة مؤسسي الاتحاد العربي للاعلام السياحي على هامش فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث “حفل اوسكار الإعلام ، جاء فيها:

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وزملائي الاعلاميين من مختلف ارجاء الوطن العربي، الحضور الكريم

ان تجمعنا الميمون اليوم على أرض السلطنة.. ارض الخير والسلام والتسامح للمرة  الخامسة في مسيرة اتحادنا لهو خير دليل على أننا نمضي قدما نحو تعزيز السياحة البينية العربية التي هي احد أهم ركائز النمو بالنسبة لحجم السياحة العالمية،،

ولكن علينا اولا ان نتساءل كفاعلين في القطاع السياحي !! هل السياحة الاوروبية والامريكية والاسيوية هي التي ستؤمن النقلة النوعية الهامة والتطور السياحي بالنسبة للبلاد العربية؟

من واقع الاحصاءات نجد ان السياحة العالمية تنقسم الى نوعين: السياحة البعيدة، والسياحة القريبة او ما تسمى بالسياحة البينية اي بين الدول المتقاربة بعضها البعض.

حيث تشير بيانات منظمة السياحة العالمية الى أن السياحة في العالم هي 82% سياحة بينية و 18% سياحة بعيدة. فانها في اوروبا 88% سياحة بينية و 12% سياحة بعيدة، وفي شرق آسيا والباسيفيك 79% سياحة بينية و 21% سياحة بعيدة.

أما بالنسبة للبلاد العربية فان السياحة البينية لا تشكل مع الأسف الشديد سوى 42% فقط في حين السياحة البعيدة الوافدة اليها تشكل 58%، بل والأخطر من ذلك فان توقعات منظمة السياحة العالمية تشير الى أن نسبة السياحة البينية العربية ستنخفض عام 2020 من 42% الى 37% فقط، بينما تزداد نسبة السياحة البعيدة لتصل الى 63%.

لهذه الاسباب كان اتحادنا (الاتحاد العربي للاعلام السياحي) خاصة بعد ان ادركت انا ونفر من اصدقائي اهمية الاعلام في نشر صورة ايجابية تسهم في نقل الصورة الحقيقية عن مقوماتنا السياحية التي حبانا بها الله..والتي للاسف لم تنجح رغم تميزها في ان تستحوذ الا على نسبة ضئيلة جدًا من السياحة العالمية.

لذلك حرصنا في الاتحاد العربي للاعلام السياحي على ان نخاطب انفسنا اولا قبل ان نخاطب الاخر البعيد، فالسياحة البعيدة سريعة التأثر بالأحداث والمتغيرات والشائعات التي تروجها في معظم الأحوال وسائل الاعلام المنافسة والتي قد تكون مغرضة فتضخم من الحدث البسيط بقصد التأثير السلبي الشديد على حجم السياحة الوافدة، في حين أن المواطن والسائح العربي لا يتأثران بتلك الأحداث والشائعات بل على العكس من ذلك ما حدث ويحدث تماما ففي غالبية الازمات لا نجد سوى العربي هو الذي يشد من عضد اخيه.

لذلك كان اتحادنا ،، خاصة وان السياحة البينية العربية أكثر ايرادا للدخل السياحي، فالسائح العربي أطول اقامة وأكثر انفاقا، ولا احناج الى ان اتحدث عن الآثار الايجابية للسياحة البينية العربية في زيادة أواصر الاخوة والتواصل الثقافي والاجتماعي وزيادة التعاون التجاري والصناعي بين أبناء الوطن الواحد.

لأجل كل هذا كان اتحادنا،، الذي نجح رغم التحديات في ان يستمر لمدة ١٥ عامًا كان خلالها هو بيت للاعلاميين المتخصصين السياحيين العرب سواء في الاعلام المسموع او المقروء او المرئي والاعلام الحديث (السوشيال ميديا) الذين يجتهدون فيما بينهم فيلتقون ويتواصلون فيما بينهم ليقدموا خبراتهم في خدمة السياحة العربية فيخرجون من هذه الملتقيات والمنتديات بتوصيات تسهم بشكل فعلي في تطوير صناعة السياحة العربية..

لاجل كل هذا كان اتحادنا الذي يتمتع بعضوية ما يزيد على ٤٠٠ صحفي ينتسبون اليه في ١٦ دولة عربية لدينا فيها فروع معتمدة من الاتحاد، نفذوا خلال ١٥ عام ١٥ ملتقى سنوي يكرمون فيها المتميزين والمساهمين بايجابية في خدمة القطاع السياحي العربي من خلال جوائز اوسكار الاعلام السياحي العربي السنوية، ونظموا رحلات وقوافل اعلامية الى ما يزيد على ٧٠ وجهة ومدينة عربية سياحية،

في الختام نشكركم لحضوركم وتشريفكم لفعاليات المنتدى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته