كتاب وآراء

خلودالوتارقاسم: لنا رب كريم رحيم ولا بد أن تُفرج.. علينا أن نردد جميعا ” حسبنا الله ونعم الوكيل “

دائما كنت أحاول أن أتفهم الأسباب التي ممكن أن تجعل قلب الانسان قاسيا كالحجر وتدفعه أحيانا لقتل آخرين فأحاول أن أتفلسف بتحليلاتي ودراساتي لأخلص إلى نتيجة هدفها إصلاح هذا الإنسان.
لقد عايشت الحرب الأهلية في لبنان وواجهت أقسى المواقف ولكن في كل الحالات كان الميليشياوي وبالرغم من إجرامه يندم ويتراجع عندما تكون الضحية طفل، عجوز أو إمرأة…
واليوم !!!!!!!!! ماذا أقول عن اليوم؟؟؟؟ ماهذا الحقد؟؟؟؟ لماذا هذا الإجرام والإمعان به بكل وقاحة ونفس مريضة!!!
كيف هذا؟؟؟؟ الغريب هو هذا المنطق الذي يعطي شرعية للمجرم بذبح الأطفال باعتبار أنهم ” أولاد الإرهابيين ” !!!! ياإلهي!!!! صديقتي الغربية والتي عملنا سويا دفاعا عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان قالت لي هذا الكلام حرفيا وبكل وقاحة ونفس إجرامية، لا أشعر بالأسى تجاههم فهم أطفال الإرهابيين .. لم أصدق أذناي وأصبت بصدمة الحقيقة وهي لعبة السياسة العالمية التي تستعمل المجتمعات كأرقام تباع وتُشترى حسب بورصة المصالح في بلادنا
“وإنسانهم” له حقوق تدافع عنها حكومات العالم مجتمعة في بلادهم.

لم أحبّ يوما الأفلام الهوليودية المبالَغ فيها القتل والذبح والقضاء على مجتمعات بأكملها ” بشحطة قلم” أو “بكبسة زر”
فلم أتابع أفلام مثل Terminator وأفلام الرعب باعتبار أنها مبالغ فيها ولا تمت للواقع بأي شكل من الأشكال. أما في الفيلم الهوليودي” Brave Heart” نجد بأن البطل يُسمح له أن يقتل من يريد ذلك لأن المجرم الذي حرق النساء والأولاد في الكنيسة كان لا بد له أن يعاقب هو وكل من كان معه. وهكذا فإن الفِكر الهولويودي يُسوّق للدفاع عن النفس والانتقام في حال تعرض الإنسان أو عائلته أو أرضه لتعدٍ ما. للحقيقة فإن بعض الولايات تسمح للذي يتعدّ عل أرض منزلك من دون إذنك بأن تقتله ولا تسمىّ عندها إرهابيا إنما أنت في حال الدفاع عن النفس…

إنما أيُّ نفسٍ تُعتبر بشرية بالنسبة للمجتمع الدولي لها حقوقا يجب الدفاع عنها وأي نفس تعتبر “حيوانة” وُجِدت لتلبية أغراض النفس البشرية التي يحترمها ويخاف عليها المجتمع الدولي.
ماذا عن البند السابع وهو بند من بنود ميثاق الأمم المتحدة التي تلجأ اليه لحماية المدنيين في الدول التي تكون فيها أعمال تهدد السلم الأهلي و تهدد حياة المدنيين من خلال العدوان عليهم مما ينتج عنه العديد من الضحايا الابرياء.وهذا البند ينص وبوضوح بأنه “لكلِّ( إنسان ) لكل إنسان وأردد لكل إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر”. أما اليوم نجد غوتريش يعرب عن “قلقه” تجاه الألفين وخمسمائة طفل الذين تقطعوا أشلاءاً في غضون ثلاثة أسابيع لأنهم أولاد الإرهابيين والنساء والمدنيين الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم في أشنع مجزرة عرفها التاريخ عجزت حتى الأفلام الهوليودية عن تصويرها، هو فقط يقلق تجاه الإجرام الذي يمارس بحق بلادنا أما إذا خُدِش كلبٌ في بلادهم نتيجة غلطة عربيّ ما، تقوم الدنيا ولا تقعد. المضحك في الأمر أنني وأنا المُدافعة عن حقوق الإنسان في المنتديات الدولية تواجهت اليوم بحقيقة النفاق الدولي فلم يعد هناك معنى لمشاركتي لأنني أكون أساهم بالقضاء على أرضي وأهلي وبلدي كرمى عيون الفرنجي… لم يعد يهمني اللعيبة في أرضي لبنان فَهُم دمى تحركهم القوى الدولية التي وضعتهم وتحافظ على وجودهم في مقاعدهم لينفذوا مآربها التي أوصلت بلدي لبنان والمنطقة بأسرها إلى ما نحن عليه اليوم…
لنا رب كريم رحيم ولا بد أن تُفرج.. علينا أن نردد جميعا ” حسبنا الله ونعم الوكيل ”

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »