حزب الله قرّر الردّ… واحتمال دخول الجليل الأعلى من ضمنه
باتت جبهة الجنوب مع العدو الاسرائيلي هي الاساسية وفق تصريحات قادته، بدءا من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي فوضه مجلس الحرب “الاسرائيلي” (الكابينيت)، بان يحدد توقيت الحرب على لبنان التي اتخذ بها القرار، والذي يحتاج الى موافقة اميركية كما حصل في الحرب على غزة، لكن واشنطن ما زالت تعطي فرصة للحل السياسي والديبلوماسي، كما يعلن المسؤولون الاميركيون، وان زيارة الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى الكيان الصهيوني، تقع في اطار تأخير موعد الحرب على لبنان الذي ارتبطت جبهته العسكرية بالحرب على غزة، وان وقفها في القطاع يعيد الهدوء الى الجنوب وشمال فلسطين المحتلة.
فالسباق بين الحل السياسي والحسم العسكري، هو ما يدور بين قادة العدو الاسرائيلي الذي استبق تحريك جيشه باتجاه لبنان، بحرب “سيبرانية” والكترونية حيث فجّر وسائل اتصال تعرف بـ “البايجر” الذي يتلقى النداءات، فتمكن من ايقاع 9 شهداء وحوالى 2800 جريح وفق تقرير وزارة الصحة، ثم لجأ في اليوم الثاني الى تفجير وسيلة الاتصال “توكي ووكي”، والذي اوقع 20 شهيدا و450 جريحا. فكانت العمليتان ضد المقاومة وبيئتها الشعبية، اي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، فحصل ارباك وهلع بين صفوف المواطنين الذين فاجأتهم العمليتان، وواجهوا ما حصل بالتضامن وادانة العدو.
وكما في كل عملية يبدأ السؤال حول رد حزب الله واين وكيف ومتى؟ وهذا ما طرح في كل ما تعرض له منذ اغتيال الامين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي في العام 1992 مرورا بقادة آخرين كعماد مغنية ومصطفى بدر الدين، وآخرهم فؤاد شكر الذي حصل استشهاده بعد حوالى شهر، بقصف “الوحدة 8200 ” بالقرب من “تل ابيب”، وهي مقر الاستخبارات العسكرية “الاسرائيلية”، اضافة الى 13 موقعا ومقرا وتجمعا بـ 340 مسيرة وصلت الى اهدافها. وكشفت تقارير امنية نشرتها وسائل اعلام لا سيما قناة “الميادين” التلفزيونية عن اصابات وقعت في الوحدة الاستخبارية، وقتلت 22 عنصرا وجرحت 74.
فالرد آت على العملية السيبرانية، وهذا ما اكد عليه قادة حزب الله وفي مقدمهم امينه العام السيد حسن نصرالله، الذي وعده بالرد والتوقيت مرتبط بالتخطيط والتجهيز والاعداد، ووضعت سيناريوهات عدة للرد، منها القيام بحرب استباقية والدخول الى الجليل الاعلى المحتل ، والذي افرغته المقاومة من مستوطنيه وتم تعطيل اجهزة المراقبة، وتدمير ابراج واخلاء مقرات وثكنات عسكرية.مثل هذا الرد وارد، وسبق للسيد نصرالله ان تحدث منذ سنوات عن احتمال دخول “قوات الرضوان” وهي من النخبة العسكرية.
فالحرب التي يهدد قادة العدو بشنها على لبنان عنوانها عودة سكان المستوطنات اليها في شمال فلسطين المحتلة، واقامة “حزام امني” في لبنان بعمق 10 او 15 كلم، في استعادة لما اختبره في العام 1978 بابعاد المقاومة الفلسطينية شمال الليطاني، واقامة “شريط حدودي” اداره الضابط في الجيش اللبناني الرائد سعد حداد ، وسميت العملية العسكرية الاسرائيلية بـ “سلامة الجليل” ، والتي لم تتحقق. فراحت صواريخ “الكاتيوشا” تتساقط على الجليل المحتل، وحصل بعد اربع سنوات غزو لبنان لابعاد صواريخ المقاومة مسافة 45 كلم شمال نهر الاولي، لكن الغزو الصهيوني الذي بدأ في 5 حزيران 1982 وصل الى بيروت بعد اجتياز الجبل والسيطرة على طريق بيروت – دمشق، لتأمين وصول بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية، فانتخب في 23 آب واغتيل في 14 ايلول 1982 ، وانسحب بعد 18 عاما بالمقاومة.
فحزب الله اكد على استمرار اسناد غزة، وان اي اختراق للسيادة اللبنانية سيقاوم، وان سكان المستوطنات في الشمال لن يعودوا، بل سيتم تهجير آخرين من وسط الكيان… والحرب مفتوحة.