الدكتور جهاد نصري العقلخاص ليبابيدياكتّاب الموقعكتاب وآراء

جهاد العقل :من خوابي الذاكرة

من خوابي الذاكرة (1)

كلّما تسارعت عجلة التقدم العلمي والمادي، وازدادت ضراوة، كلّما أمست الحاجة أشدّ ضراوة وضغطا لتعزيز ارتباط الإنسان المقدس بقيمه الروحية والثقافية، وعودته إلى طبيعته الخيّرة، واصالته المحبة .

إنّها نعمة سماوية، أن نكون من وطن الرسالة؛ من شواطئنا المعتقة في خوابي التاريخ وخفاياه، انطلقت سفننا، متمرّدة على الخوف،، عاصية شريعة “اله البحار” وقدسيته، تخضع المحيطات، تخرق جدار العدم، وتكتشف أمصارا وبلدانا،وكائنات لم تكن معروفة إلا من خالقها.. تقتحم كلّ أرض عذراء، تزرع المستعمرات، تبني وتشيد، تنشر الحرف ، تثقّف الشعوب، وتقرّبها من خالقها – إله الكون والكلّ .

يوم كان كان قدموس يعلّم “أوروبا” كان الغرب في جهل واميّة .

يوم كانت أليسار تبني قرطاجة، وتفديها بدمائها الزكية، كان العالم في بربرية وتوحش .

يوم كان هنيبعل يجتاز جبال الألب، كانت اوروبا في خوف وبأس، ورعب، فـ “هنيبعل على الأبواب”.

يوم كانت بيروت تنجب الشرائع وتصدّر الأباطرة، كان العالم يرتع في ظلال الفوضى و”شرائع” الغاب وقطعان الذئاب .

أيام وأيام من تاريخنا المعتّق نعتزّ بها ونفتخر، هي أيام تحكّم فيه شعبنا بعقله وحكمته وقوته بحركة الكون ومسار الإنسانية وصناعة التاريخ . وإلى يومنا هذا، فإنّ معظم قادة العالم وشعوبه يعبدون ويمجّدون ويسجدون للسيد الناصري، الذي علّم بالمحبة واستشهد من أجل خير الإنسان وسلامه وحقه في الحياة الحرّة الكريمة.

 

 

وها هو اليوم كتاب “نبي” جبران خليل جبران،بعد مئة عام على صدوره، يوحّد عقل العالم، ويوجّه بوصلته نحو مركز الإشعاع الحضاري الكوني، نحو أمتنا القائدة المعلمة الهادية للإنسانية .

هي أمتنا ، أمّة الخير والعطاء والمحبة، التي يتأمر عليها ، اليوم، أشرار العالم، لتدمير حضارتها وإبادة شعبها، هي أمّة حيّة، قد احتضرت عدّة مرات في التاريخ، إلا أنّها عصيّة على الموت، ستنتفض وتنهض وتحيا وتغيّر وجه التارخ وتقوده، من جديد،  في الاتجاه الذي تريده، نحو قمم الحق والخير والجمال ، التي رسم معالمها الكبرى، أنطون سعادة .

ومن يعش يرَ .

د.جهاد نصري العقل

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »