ثلاث مسائل وراء التباين والخلاف الأميركي ـ الإسرائيلي بايدن يسأل نتنياهو عن اليوم الثاني للحرب فيأتيه الجواب احتلال غزة
المصدر: “صحيفة الديار – كمال ذبيان”
اسقط الرئيس الاميركي جو بايدن دولته من عالم الاخلاق، وهو دان تصرفه، في دعم كيان غاصب، يحتل ارض فلسطين، عندما لم يعد يحتمل ما يقوم به رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من دمار وقتل وتهجير في غزة، فلم يوفر الجيش الصهيوني الاحياء السكنية، التي سقطت مبانيها على قاطنيها من اطفال ونساء ومسنين ورجال، في مجازر، لم تشهد لها الانسانية مثيلا في تاريخها الحديث، ومنذ ما بعد الحرب العالمية الثانية تحديداً، اذ ظهرت اميركا امام العالم ورأيه العام، بانها دولة تؤيد الاجرام، وهي داعمة بالسلاح والمال، و”الفيتو” داخل مجلس الامن الدولي، ضد وقف الحرب المستمرة منذ 70 يوماً، والتي كان بايدن بنفسه هو من اطلقها، بحضوره الى “اسرائيل”، التي اعلن انها يجب ان تبقى، وارسل البوارج لحمايتها، ومنع توسع الحرب ضدها من دول مساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديداً حركة “حماس” التي وافق بايدن مع نتنياهو على ضرورة القضاء عليها، واقتلاعها من غزة.
في هذه الاجواء، خرج بايدن ليعبّرعن تمايزه مع نتنياهو، حول الاسلوب الاجرامي الذي يتبعه، فهو مع الحرب باسلوب آخر، ومع السيطرة على غزة، دون البقاء فيها واحتلالها من جديد، وان تكون موحدة مع الضفة الغربية التي تقاوم منذ عقود، وان تعود السلطة الفلسطينية، الى القطاع، وهذا ما رفضه رئيس حكومة العدو، لانه يريد تشكيل ادارة للقطاع مرتبطة بالمؤسسة العسكرية الاسرائيلية.
وما ظهر من خلاف اميركي – اسرائيلي، وتحديداً بين بايدن ونتنياهو، هو على ثلاث مسائل: الاولى تغييرالاسلوب في الحرب، وتحديد مدة زمنية لها، والحل السياسي لما بعد الحرب، واوفد الرئيس الاميركي مستشار الامن القومي في البيت الابيض سوليفان، الى الكيان الصهيوني، من اجل التباحث مع الحكومة الاسرائيلية ورئيسها، حول هذه المسائل، التي يجب ان يلقى اجوبة عليها، لا سيما ماذا في اليوم الثاني للحرب، التي لا يبدو ان واشنطن تريدها مفتوحة، والتي قد تتوسع الى حرب اقليمية، مع تعرض القوات الاميركية في العراق وسوريا، للقصف الصاروخي، اضافة الى قصف الحوثيين في اليمن للبحر الاحمر واقفال باب المندب امام الملاحة البحرية واحتجاز سفن، اذ ان هذه التطورات مع توسع المواجهة في جنوب لبنان، وتحولها الى مدمرة فان اميركا باتت في وضع محرج دولياً، وفي مأزق حتى مع حلفاء لها، لم يقفوا معها في رفض وقف اطلاق النار في غزة، لا سيما بريطانيا التي تقف وراء اميركا في كل حروبها ومشاريعها، فتمايزت عنها، استجابة لرفض الانكليز للحرب- الابادة، وكذلك فرنسا التي بات رئيسها ايمانويل ماكرون في موقع ضعيف جدا، وتابعا لاميركا، وقد عرف عن استقلالية القرار الفرنسي.
فالتباين الاميركي – الاسرائيلي هو على الاسلوب في الحرب وما بعدها، لا على بقاء الكيان الصهيوني قاعدة عسكرية.