“يا أطفال غزة الكبار .. نحن أمامكم صغار” بقلم المهندس باسل قس نصر الله
يا أطفال غزة الرجال
يا أطفال فلسطين الكبار
لقد كبرتم في أسابيع مقدار عشرات السنين.
لقد كبرتم في العقل أكثر من حكمائنا وعلمائنا وشيوخنا وكل حاملي الألقاب.
ماذا تريدون من أمّة العرب والإسلام؟
نحن من فصيلة المطبّلين والمزمّرين فقط.
ألا يَكفيكم بأننا ملأنا الدنيا صراخاً لأجلكم؟
وبأننا نشحذُ – الدَعم والتأييد لكم؟
ألا يكفيكم بأن جمعية مربّي الطيور في سريلانكا نددت بالقصف الهمجي عليكم؟
ألا يكفي أن منظمة مالكي القرود في دول شرق آسيا تؤيد نضالكم ونقابة أصحاب المباقر في الواق واق تؤيد حقكم المشروع.
وكل هذا يتم لأننا أبرقنا وصرَخنا وشحذنا وزمّرنا وطبّلنا وفتٌحنا عيون الرأي العام على قضاياكم المشروعة والشرعية والمشرّعة.
ألا يكفي أننا وقفنا وقفات تضامنية معكم، وعَبَسنا .. أجل عَبسنا بكل وقارٍ، لكي نُظهر مدى غضبنا مما يحدث؟
وأننا أقمنا الكثير من المعارض الفنية التي تُظهر بأسَكم في “طوفان الأقصى” ورسَمنا اللوحات الرائعة لهمجية العدو وأظهرناه بشكلٍ حقير كعجوز شمطاء؟
ولن أحدّثكم عن مهرجانات الشعر العربية الغاضبة التي لو فهمها العدو الصهيوني لأرتعدَ من الخوف.
بين الوقفات التضامنية ومعارض الرسم وقصائد الشعر والغضب المرسوم على وجوهنا، كل هذا جعل إسرائيل ترتعد وتصتكّ أسنانها وترتجف أقدامها.
أيها الأطفال الكبار .. إنكم أنتم من جعلها تخاف.
لقد وخَطَ الشيب رؤوسكم، وغادرت البسمة شفاهكم، وأنتم تبحلقون في سقوف بيوتكم المنهارة.
يا أطفال غزة لقد كبرتم وصَغرنا.
وتصدّيتم بأجسادكم كالجبابرة .. وندّدنا بهرائنا كالمساطيل.
دافعتم عن كرامتنا
جابهتم الإعصار
ونحن نخاف مجرّد التنفس.
نحن – إلّا من رحم ربه – نحاربُ معكم في التلفاز والأنترنيت والواتس والفيس وكل موبقات هذا العصر الجبان، لنعطيكم دعمنا في الكلام.
وأنتم جعلتم إسرائيل تركع ونحن الذين ركعنا أمامها وعن يمينها ويسارها وحتى نمنا تحتها.
لا تصدقوننا فنحن “نحكي” فقط لولا نقاط مضيئة في تاريخ صراعنا معهم.
لا تصدقوا ما نقول .. فعند أول “دولار” يظهر سنترك القضية ونقول “إذهبوا أنتم وربكم فقاتلا .. إننا هنا باقون نعدّ الأموال”.
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اشهد إني بلغت