كتاب وآراء

نضال شهاب: “بحبر من تبر سيخلّد التاريخ نضالي… أنا جنوبي وهل لي من شرف أكبر”

كتبت نضال شهاب
هناك في الأفق القريب ثمة تاريخ يُكتب بحبر من تبر، بحروف من ماس، ببحر من الدماء،
بصمود وتحدٍ وكبرياء وإباء…
أنا جنوبي أنا لبناني أنا قوي شاء من شاء وأبى من أبى.
كيف يكون الوطن قويًا ؟
بشعبه ،بصموده، بعشقه للحرية ،بحياكته لأثواب النصر وحكاياته في النضال والصمود والكرامة ، في إختصاره للعروبة، في مخزونه القومي ، في ينابيع الحب لديه التي لا تشح ولا تنضب…
يكون الوطن قويًا وقويًا وقويًا.
لماذا نحن أقوى وبكثير من العدو؟
إذا قاربنا ما بين تجهيزات العدو الصهيوني وإستعداداته للحرب ، نرى أن النتن ياهو حصّن الجبهة الداخلية فقام بتزويد جميع الوزراء وقادة الجيش بهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية، قام بإيجاد بدائل للوقود في حال ضربت المقاومة الباسلة الخزانات….ناهيك عن قيامه بعمل خط ساخن مع قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية..لأجل توفير الدعم العسكري …وهرع شعبه الأبله اللقيط الى الملاجئ كالجرذان.
أما عن لبنان وجنوبه الأشم فإن من فيه محصنون بصلابتهم وعنفوانهم وبمحبتهم لبعضهم البعض…وتكاتفهم والتفافهم حول الوطن،، فهم لبنانيون أصيلون وليسوا لقطاء أو مرتزقة كالصهاينة أتو ا من مزابل الأرض الى أطهر بقاع الأرض وحلوا بها، إغتصبوها،تكالبوا على من فيها ،،سفكوا فيها الدماء،وهتكوا الأعراض وسرقوا الخيرات…
ما هو سر لبنان هذا الوطن الإستثنائي ؟
ماذا عن أهله الذين يتعاطون مع الصواريخ على أنها مفرقعات، يخرجون الى الشوارع الى المقاهي الى الشواطىء… وكأن لا حرب عليهم تشن ولا منازل تدمر ولا شهداء تسقط…
فلذات أكبادهم تسقط ، أرزاقهم تُدمر ، نازحون يعيشون في غرف صغيرة بعد أن إفترشوا جنوب الوطن بأفخم القصور، صامدون لا يتذمرون، يدافعون عن القضية، عن الحق عن الأرض…
بعقيدة ثابتة، يحفرون التاريخ على صخور من مرجان على ضحكات الأطفال على الورد والياسمين وجباه المقاتلين،على نور الشمس التي لا تغيب ، على فجرٍ جديد …وبعد
ونعود لنسأل هل لبنان دولة كباقي الدول؟
لبنان مصنع للفرح،مدرسة للحياة،أيقونة للعز والإباء…
شعب لبنان عظيم وعظيم وعظيم إعتاد على الحرب وإعتاد على تقديم الشهداء على مذبح الحرية ، يدفع شعبه دمعه ،يقدم فلذات أكباده لأجل فلسطين والعروبة والقضية الجلية التي لم ولن تموت .
لا يصنّف لبنان على أنه دولة ذات حدود جغرافية أو أرض وشعب تقليدي …بل يصنَف بأنه أكبر مصدّر للفرح في العالم ، لتستبدل كلمة جنسيته بجملة عاشق يختصر التاريخ والحكايا ويختصر العروبة …
ليعرف العالم أن قدمي أصغر طفل في الجنوب أقوى من مقلاع داوود، وأقوى من القبة الحديدية وذخائر أميركا وتطوراتها التكنولوجية والرقمية…
كم هي مضحكة تصريحات النتن ياهو حيث يقول “أن بيروت ستدمر في حالة ضربت تل أبيب” فهذا الأبله لا يعرف أن بيروت هي طائر الفينيق التي عادت الى مسرح الحياة بعد أن دُمرت وحُرقت وحُرقت ودُمرت وذُرت في الهواء …
لا يعرف العدو أنه إن عاد عدنا وجعلنا أرضه التي يدعي أنه له حصيرا.
لا يعرف المعتدي أن لبنان وطن إستثنائي يداوي عثرات الروح، وأنه سيبقى أرض الأوفياء والشرفاء شاء من شاء وأبى من أبى، لا يعرف المعتدي أن فلسطين هي القبلة والبوصلة والإتجاه،وهي الأرض التي كانت وستبقى فلسطين، لأهلها ستعود ولأقصاها ستبقى ولأبطالها سيكتب التاريخ أروع الملاحم .
لا يعرف المعتدي أن في جنوب لبنان شعبًا يُقهر يومياً ويزداد شموخاً وتعلقاً بأرضه وعرضه وقضيته وأقصاه….
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »