لقاء شعري مع محمد حبلص في رحاب كلية الآداب والعلوم
نظمت كليةِ الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث، برعاية وحضور عميدة الكلية البروفسورة هبة شندب، لقاء شعريا مع الشاعر الدكتور محمد حبلص، في قاعة المؤتمرات في الكلية – الدكوانة، في حضور رئيس مؤسسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” ميراي شحادة حداد، منسقة الماستر في قسم اللغة العربية وآدابها البروفسورة مهى جرجور ومديري الفروع في الكلية ومنسقي العمادة وحشد من طلاب الماستر ومن محبي الشعر والأدب.
جرجور
بعد النشيدين الوطني ونشيد الجامعة، رحبت البروفسورة جرجور بالحضور، واستهلت كلامها شعرا مقتبسا من قصيدة الشاعر “أنا الريح”: وما الحب إلا في اللباب مهدم إذا مسه بعض الحنين تشيدا”، وقالت: “هو هذا الحب الذي يجمعنا في كل مرة، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية النابضة بالحب والحياة والشعر، لينقلنا الى عالم آخر بعيد من ضوضاء يومياتنا المتعبة، مع الشاعر الدكتور محمد حبلص الذي يكتب الشعر بشغف العاشق، باحترافية عالية، يستل من الحب مدادا وبلاغة وإصرارا على المضي قدما، ينهل من التراث الشعري العربي محاكيا من سبقوه ومجددا راسما مساراته الإبداعية الخاصة. الدكتور الشاعر محمد حبلص نظم الشعر وأجاد، فاتت أعماله غنية متنوعة وغزيرة، لتشكل مادة خصبة للبحث عن مزايا فريدة وملامح ابتكار فيها”.
شندب
ثم القت العميدة شندب كلمة رحبت فيها بالشاعر والحضور، وقالت: “يسعدني في هذه الصباح المبارك أن أستضيف شاعرا وزميلا من الشمال اللبناني النابض ومن كليتي العزيزة على قلبي كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث”، وأعربت عن سعادتها “بحضوركم جميعاً واستقباله بيننا ضيفاً عزيزاً في العمادة، حيث يدعونا بدوره إلى مائدة من موائده الشعرية التي تغذي أرواح المستمعين العطشى الى الكلمة الموسيقية المقفاة”.
أضافت: “حضوركم الكريم يعكس عمق العلاقة بين الأدب والشعر من جهة ومجتمع كلية الآداب من جهة أخرى، وهو يدل على أنكم تثمنون دور الشاعر الكريم الدكتور محمد حبلص في إثراء اللغة والفكر والتراث الأدبي وفي نقل التجارب الانسانية بأسلوب شعري راق ومميز وملهم. عندما قرأت قصائد زميلنا العزيز، وجدت أنها ليست فقط متجددة وإنما ثورية بكل ما للكلمة من معنى، إذ تطغى عليها النرجسية الايجابية المحفزة، حيث يردد الشاعر الصديق ضمير المتكلم مرارا وتكرارا في “أنا شاعر الحب”، “أنا الشاعر الصداح”، “أنا العاشق”، “أنا البلبل”، “أنا الريح”، أنا الواثب”، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقة قل نظيرها وهي ساهمت فعليا في نقلنا كقراء الى عوالم نرى فيها مساعي الانسان الفطرية الى المجد والنجاح متجسدة في كلماته الشعرية الغناء. وأراك أيها الشاعر تنافس الشعراء الكبار وذلك من خلال التناص الذي وجدته بين قصائدك وقصائد المتنبي وجميل بثينة، حتى أنني وجدت أنه من واجبي الإضاءة على جمال تعبيرك الانسيابي الانيق، وحسك الرفيع وإبداعك الفذ الذي يترك بالغ الاثر الايجابي في النفوس. ومن هذا المنبر أدعو طلابنا والمهتمين بالشعر عامة الى الغوص في أعماق كلماته والدخول من خلالها الى عوالم التحليل والنقد الادبي من بابه الواسع”.
وختمت مثمنة “حضوركم الكريم لهذه الاصبوحة الشعرية وأدعوكم معي للاستمتاع بلحن قصائده ومعانيها الرائعة وأتمنى لشاعرنا العزيز أن يصبح رمزا للالهام والابداع في مجال الأدب والثقافة”.
شحادة
ثم القت شحادة حداد كلمة، قالت فيها: “ولأنه الشعر ونحن زمرته، نؤم كعبته هذا الصباح، نعانق هذا الإله في حقول قمحه المدرار كالسنابل الصفراء في دربها الوجيع إلى بيادر الإبداع، نتدثر بالكمال والجمال والجنون والحكمة والدمع والجمر وبكل مفردات الوهج والهوى وظمأ الأشواق. وتفتر من مواجعنا أبراج شاهقة مداميكها قصائد، وعتباتها قصائد وطبقاتها قصائد وبلورها قصائد ورمحها العالي قصائد تلامس السماء. ولأنه محمد حبلص، هذا الزاهد في محراب أناه، أناه وهي الولادة لعبقرية شعره، هو يتفكر في وجوده ويجول في تطواف لامتناهي ليعبر سماواتِه السبع ويتكشف عن رؤى وأحلام. محاولا سد سغبه إلى الاكتمال بالحب والحبيب، محاولا عبر دواة نرجسية الشعراء أن يروم صفوة وارتقاء. وكعاشقة للشعر والأدب واللغة ومن منظور شخصي، أرى قصائده تتعدى سيرته الذاتية أي البيوغرافية، كما يراه بعض النقاد يكتب عن نفسه ولنفسه. أراه قد أراد لسيرته رفعة عن مستوى الكاتب العادي والشاعر المركب. أرادها عبورا إلى الفوق. فحمل قنديله الديوجيني وراح يسرح في دناه يخط في سيرته هالات وهالات فكانت هاجيو غرافيا: أي القداسة في الكتابة (باليونانية)مبارك لنا ولك هذا التشظي نحو العلى ونحو الجمال والإبداع”.
ثم القى الطالبان في ماستر قسم اللغة العربية وآدابها رامي عيد وتمارا شلهوب قصائد من دواوين الشاعر. بعدها بدأ الشاعر حبلص بالقاء مجموعة من قصائده التي تفاعل معها الحضور بشكل أدبي وشاعري جميل.