” هي “
قال لودفيك فان بيتهوفن ” الموسيقى وحي يعلو على كل الحِكم و الفلسفات”، وهي جملة معبرة للغاية عن كل ما تفعله بنا الموسيقى، وتلخص لنا تأثيراتها الإيجابية على كل من النفس والجسد، هي غذاء الروح ولغة المشاعر، وهي السبيل لارتقاء الذات، ويقظة العقل، وروعة الأفعال، هي النور والبعد عنها ظلام، هي ترمومتر الإنسانية وأساس المشاعر الدافئة، هي أساس تطويرك، فهل جربتِ عزيزتي الارتقاء بذاتك من خلالها باعتبارها اللغة التي تخاطب روحك ومشاعرك؟
تطوير الذات والارتقاء بها بالموسيقى
بحسب الدراسات العلمية التي طرحت حول تأثير الموسيقى على النفس، لا يختلف تأثير الموسيقى على الذات عن تأثير اليوغا عليها، فالأخيرة هي رياضة الروح والجسد، والأولى هي لغة الروح والمشاعر، وكلاهما يساهم في ترويض الذات، وتطويرها من خلال التأثير عليها تأثيراً إيجابياً عميقاً، وعبر تعميق المشاعر الإيجابية، لذا يجب عليكِ تطوير ذات والارتقاء بها من خلال الاستماع إلى الموسيقى.
ومن فوائد الموسيقى في تطوير الذات وتهذيبها والارتقاء بها ما يلي:
التأثير على المخ لتحفيز العقل على اليقظة والتحكم في الأفعال والتريث قبل ارتكابها، التأثير على القلب بصورة إيجابية لأنها تخفف من الضغوط وتحقق الاسترخاء، وتسيطر على التوتر والقلق لتخفف من حدتهما بالقدر الذي يحقق صفاء الذهن وراحة القلب والعقل ما يزيد من القدرة على تطوير الذات والارتقاء بها.
هل تعلمين أن الموسيقى تحارب الضغوط، وتسعد الروح، وتذهب القلق بلا عودة وتجعلك في حال أفضل، وبذات أعلى وأرقى، ومع تحقيق كل ذلك تصبح البيئة مناسبة لتطوير ذات والارتقاء بها كما يحلو لكِ، لأنها الموسيقى غالباً ما تكون شخصية مثل طريقة التواصل مع النفس أو الآخرين أو التعبير عن الذات.
اتفق المستمعون على أن الموسيقى الهادئة أو البطيئة غالبا ما تعكس الحزن، أما الموسيقى ذات الإيقاع السريع غالبا ما تعكس السعادة والبهجة. لذلك يبدو أن هناك سمات مشتركة في كل التجارب الموسيقية تشير إلى أن الموسيقى تطورت بطرق مماثلة لإلهام تجارب عاطفية وشعورية مماثلة.
كما أكدت الدراسات على أمر ما، وهو أن للموسيقى كبير الأثر في تعزيز قدرة الأفراد على الارتقاء بالذات وتحسين أحوالها من خلال الاستفادة في تعزيز الموسيقى لها، والاستسلام التام لتأثيراتها الإيجابية.
أنواع الموسيقى
تتعدد أنواع الموسيقى منها ما يلي
الموسيقى الكلاسيكية
تأتي الموسيقى الكلاسيكية على رأس أنواع الموسيقى التي يجب عليك الاهتمام بالاستماع إليها مثل الاستماع إلى مؤلفات بيتهوفن وباخ وشوبان ذات التأثير الإيجابي المحفز كونها تعد مهدئاً طبيعياً، يجعلك تتفهمين المشاكل بسهولة، والقدرة على حلها بالدراسة والعمل والتركيز فيها.
موسيقى الروك
تساهم موسيقى الروك في تطوير ذات والارتقاء بها من خلال مساعدتها على إدراة الغضب والتعبير عنه بسهولة دون الانفعال رغم ارتفاع صوتها.
الموسيقى الراقصة
الموسيقى الراقصة تساعدك على تحرير ذاتك من وطأة المسؤوليات لأنها تخفف من الضغوظ، وتحسن من الحالة المزاجية، وخصوصاً عند تفاعلك معها جسدياً لتحقيق هدف أسمى هو التحرر من القيود التي طالما أثقلت عليكِ وحالت بينك وبين الحياة التي ترغبين فيها.
الموسيقى الحزينة
وهي الموسيقى التي يغلب عليها الحزن والشجن، ولها تأثيرات مهمة على النفس، إذ تلعب دوراً كبيراً في التخلص من المشاعر السلبية التي تسكن النفس، وبالتالي التخلص من الألم بطريقة سهلة تساهم في تطوير استجابتك لكل المؤثرات الإيجابية الأخرى، والتعامل معها بالطريقة التي تروق لكِ.
فوائد أخرى للموسيقى وعلاقتها بتطوير الذات
بحسب الدراسات التي طرحت في هذا الصدد، تعمل الموسيقى على تحليل المشاعر وإدراكها، ولذلك يجب التفكير في ما يتلائم مع النفس بحسب الحالة التي تكون عليها، الأمر الذي يساهم في ترويض الذات وتحفيزها على الارتقاء أكثر وأكثر إذ تحقق الموسيقى الفوائد التالية:
- تحفيز الذات وترويضها.
- تعزيز الطاقة الإيجابية.
- التعبير عن المشاعر.
- تقوية الذاكرة وتحسين عمل الدماغ.
- تحسين التواصل مع الآخرين.
- تعزيز إعادة التأهيل النفسي.
- تغذية الروح.
- تهذيب النفس.
- تحقيق الهدوء والاستقرار.
- المساعدة على التفكير الايجابي.
- تحفيز الدماغ وكذلك حثها على التفكير.
وأخيراً، يجب عليكِ عزيزتي الاستفادة من فوائد الموسيقى للارتقاء بذاتك وتطويرها، لأنها لغة الروح والمشاعر، فلا تحرمي نفسك فوائدها، وخصوصاً أنها تساعد في تحقيق الشعور بالاسترخاء، كل ما عليك اختيار ما يروق لنا من الموسيقى والانصات إليها بدقة، وغذي روحك وعقلك براوئع لا مثيل لها من موروثات الموسيقى بمختلف أنواعها، وانعمي بايجابية لا مثيل لها، ومشاعر حلوة رائعة تداعب حسك المرهف، لتدخلك في حالة مزاجية جميلة.