الدكتور دال الحتي: “هجرة الأدمغة اللبنانية”
… يطالعنا ويتحفنا المحللّون يومياً، وعبر كافة وسائل الإعلام، بعبارة “هجرة الأدمغة”… وكأن من يبقى في الوطن هو مسطول وهبيلة…!!!
… نحن اللبنانيون نهاجر ونترك أرض الوطن للعلم وللعمل، وللبحث عن أرزاقنا، منذ غابر الأزمنة، ومنذ “قدموس”… وسنبقى هكذا، بسبب حجم بلدنا جغرافياً، وبسبب قلّّة موارده ، وندرة آفاق تحقيق الأحلام، ولي شخصياً في الإنتشار شرقاً وغرباً الآلآف من عائلتي ومن الأقرباء والأصدقاء…
… لكن أن نُنعت بالهبل، لأننا باقون وصامدون… فهذا قمة الغباء عند من يتلفظون به…!!!
… نحن قررنا البقاء في أرض الوطن… لأنه وطننا… ولأنه أرضنا وتاريخنا… وإذا مرّ الوطن بفترات عصيبة، فلا يجوز التخلّي عنه…
… فالوطن هو بمصاف الوالد… فإذا أصيب والدكم بحالة مرضية… فهلّ تتخلّون عنه وتتنكرون له…؟؟؟!!!
… والوطن ليس في حالة موت سريري… وستنتهي حكماً هذه المحنة… كما إنتهت المحن التي سبقتها… الذي سينتهي هو هذا النظام الفاسد والحاقد الذي حكمنا منذ ١٩٣٠، مروراً ب ١٩٤٣ ف ١٩٧٥، وصولاّ إلى الإتفاق المشؤوم “دستور الطائف”… وسيُفكُ الحصار المفروض قسراً وزوراً علينا…وسيعود لبنان سليماً معافى…
… أما عن الحالات المرضية التي تعانيها معظم دول العالم… فحدّث ولا حرج… وعند تواصلكمّ مع معظم اللبنانيين الحقيقيين في الخارج يقولون: ” نحنا مشّ مبسوطين هون… إنشالله يرجعّ لبنان، ونحنا وعيالنا دغري منرجعّ”…!!!
… وبالمقارنة… يبقى لبنان هو الأفضلّ… وهذا كان لسان حال معظم اللبنانيين المنتشرين الذي قضوا صيّفهم في ربوع الوطن… !!!
… ولبنان باقٍِ باقّ باقٍ… بالرغم من الهجرة، وتحدياً للوافدين واللاجئين والنازحين…!!!
المواطن الصامد “بدون تربيح جميلة”
الدكتور دال الحتي