الدكتور جيلبير المجبر يسلم رسالة الى الراعي عنوانها : مبادرة رئاسية انقاذية ،معلنا دعمي المطلق لمساعي السيد البطريرك في هذا الإطار.
تضامنا مع زيارة صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرئيس الفرنسي لمناقشة موضوع الاستحقاق الرئاسي سلّم الدكتور جيلبير المجبر رسالة الى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عنوانها : مبادرة رئاسية انقاذية ،معلنا دعمه المطلق لمساعي البطريرك في هذا الإطار. جاء فيها:
سيّدي البطريرك وضعنا سيّْ للغاية دبِّرْ الأمر أو الإستقالة إحدى المخارج لمواكبة الأخطار
سيّدي البطريرك ، نحن الموارنة كُنّا أمة عظيمة رائدة ومدرسة في الرسالة الدينية والوطنيّة ، ومع فترة المُحْــل التي نمُّر بها إستذكر من أرض الغربة هذه النشأة اللامعة للمارونية السياسية والإنطلاقة الأولى مع البطريرك القديس يوحنا مارون في موطني لبنان حيث إنتشرت العقيدة المارونية وتناغمت مع هذه الجبال العصيّة على كل محتل ، وكان المورانة في حينه أهل صدق ونضال وإيمان وحرية ، أما اليوم حدِّث ولا حـــرج .
سيّدي البطريرك ، موارنة كُنا وما زلنا ولكن للأسف حكمتنا طبقة سياسية مارونية لعينة الأهداف صاحبة مصالح خاصة إنهكتنا وأنهكت أرض الحراثة ودنّستها بالأفعال النتنة وقد إرتدّتْ ذيول هذه النتانة إلى مجموعة إكليروس تخطّت حدود المعقول وطموحات الشعب وإرادته وجارت وتُجاري مجموعات مصبوغة بالعمالة وعدم الإعتراف بالكيان اللبناني ، هذه المجموعة التي ظهرت عبر وسائل الإعلام زائرة كان بالأحرى بها أنْ تُزار ولا تزور ويا ليتها لم تتكلّم لأننا موارنة شغوفين بالحرية والحرية ليست شعارًا عندنا وليست شعرًا وجدانيًا على ما نسمعه من بعض المطارنة … الحرية عندنا يا صاحب النيافة مسار لا يهدأ خبرة وشهادة وعطاءً وإستشهادًا … نحن أصحاب هذه الأرض ونحن الشهداء الأبطال الأحياء والأموات ، وإنْ كُنّا شهداء أحياء فبسبب أمثال هؤلاء المتطفلين والمستغلين والخنوعين … وما إختيارهم وتلبيتهم هذه الدعوة سوى التأكيد على ما كُنا قد قلناه عنهم وقد صدق الراحل العظيم المثلّث الرحمات البطريرك صفير عندما قال ” لقد قُلنا ما قًلناه “…
سيّدي البطريرك ، قصتنا مع النضال الوطني في الداخل اللبناني وفي عالم الإغتراب هي قصص مجد وبطولات وشهادات لأجل إحقاق الحق نحن من ألزم كل محتل على الإندحار ولستُ بحاجة لتذكيرك بمواقف المثلث الرحمات البطريرك صفير عشية إندلاع حرب الأخوة القاتلة فقد كنتَ نائبًا بطريركيًا في حينه مواقف السيّد البطريرك كانتْ صلبة لناحية السيادة من حيث إصراره وفي عز الحرب الدموية التي إفتعلها ركنٌ من أركان الموارنة إعتبرتموه في مرحلة حرجة “قطب مسيحي” ، أصرّ البطريرك أن يُدرج البند 425 القرار الدولي الذي يطلب إنسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في وثيقة الوفاق الوطني ونحن وأنتم تعلمون مدى حجم الضغوطات التي تعرّض لها الصرح في حينه لكنه بقي على مواقفه لناحية المُطالبة بإنسحاب إسرائيل والجيش السوري من لبنان ، وأُدرِجَ هذا البند وإعتُبِرَ بندًا ملزمًا للتطبيق وها نحن اليوم وبكل حسرة ومرارة نرى بأم العين مدى هذا التآمر وقد تُوِج بهذه الزيارة المُذلّة .
سيّدي البطريرك ، يُصنّف الموارنة بأنهم شعب عظيم وهذا الأمر كان مع قادة رأي شجعان أمثال العميد ريمون إده وكميل شمعون واللائحة قد تطول ولكن نحن اليوم أمام أمر واقع مؤسف خطير نفتقد للأمان ونفتقد لرسالتنا الحضارية ونفتقد لرئيس جمهورية يُعيد الإعتبار لما تبقّى من موارنة … فيا خجلة التاريخ من حاضرنا نحن الموارنة برسالتنا السامية نجحنا في العهود الأولى وفي مراحل تاريخنا الطويل أمام اليوم نحن شعب مغلوب على أمره وأخشى أن يأتي يوم يقولون أهلاً بكم أهل ذمة في وطن الأرز .
سيّدي البطريرك ، مع تطوّر الأحداث ومع المعاناة التي نُعاني منها فكريًا وحضوريًا ووجوديًا نحن أمام أمر واقع لا يجب أن يستمّرْ وضع لا يجب أن يبقى على ما هو عليه وسؤالي أين نحن من هذا الوطن الجريح المُشلّعْ ، أين نحن من وطن شلّعته المصالح ؟ أين نحن من صرح أضحى منسيًا من قبل ساسة الموارنة ؟ دراسات وتحاليل تحصل ونحن أمام أزمات عديدة منها الأزمة الأم الفراغ الرئاسي … سؤال أطرحه على غبطتكم : كيف تُنظِّم يا صاحب الغبطة الموارنة بقيادة دينية ومدنية موحدة؟ إنْ لم يكُن لديك الجواب الكافي فلا خيار أمامك سوى الإستقالة ، فالإستقالة هي أحد أبواب التغيير.
سيّدي البطريرك ، لا جدوى من لوائح إسمية تحملها في جعبتك ، لا جدوى من مطارنة يرافقونك في زيارات تقوم بها فهؤلاء المطارنة ومع إحترامي لهم غير مُلمّين بالمنظومات السياسية والدليل أنهم فشلوا في إدارة أبرشياتهم والبعض منهم لا يُدرك معاني السيادة وعظمة المارونية السياسية … مع هؤلاء هناك أزمات وأعاصير تعصف من كل جهة وصوب وأركان البيت يتزعزع والمبادرات الخجولة تنهار ولا حلول ولا تسمحون لمن يتطوّع لحل الأزمات … نعم إنقضى زمن الأبطال ونعم إنقضى زمن العمالقة وزمن الذين ضحّوا بذواتهم وصنعوا الإستقلال عفوك سيّدي البطريرك إنا الحقيقة فلا داعي للغضب .